للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المطلب الأول: اسمه، ونسبه، وكنيته، ونسبته]

• اسمه، ونسبه، وكنيته: الإمامُ، الحافظُ، الثِّقَةُ، الرَّحَالُ، الجَوَّالُ، مُحَدِّثُ الإسلام، عَلَمُ المُعَمَّرين، أبو القاسم (١)

سُلَيْمَانُ بن أحمد بن أيوب بن مُطَير اللَّخْمِيُّ، الشَّامِيُّ، الطَّبَرَانِيُّ، أحد الأئمة المعروفين، والحُفَّاظ المُكْثرين، والطُلاب الرَّحّالين الجوّالين، والمشايخ المُعَمَّرين، والمُصَنِّفين المُحَدِّثين، والثِّقَات المُعَدّلين.

• نسبته: اللخميُّ، والطبرانيُّ، والأصبهانيُّ:

واللخمي: بفتح اللام وسكون الخاء المعجمة وبعدها ميم، هذه النسبة إلى لخم، وهي قبيلته، واسمه مالك بن عدي، وهو أخو جذام، واسم جذام عَمرو بن عدي، وكانا قد تشاجرا فلخم عمرو مالكا - أي لطمه - فضرب مالك عَمرًا بمدية فجذم يده - أي قطعها - فسُمِّي مالك لخمًا، وسُمِّي عمرو جذاماً لهذا السبب. (٢)

والطبراني: قال السمعاني: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة، والراء، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى طبرية، وهي مدينة من الأردن بناحية الغور … بت بها ليلة، ودخلت حمامها الّذي هو من عجائب الدنيا … والمنسوب إليها جماعة … وذكر منهم: أبا القاسم سليمان بن أحمد الطبراني … الخ. (٣)

وفُتحت طبرية على يد شرحبيل بن حسنة - رضي الله عنه -، سنة (١٣ هـ)، صلحًا على أنصاف منازلهم وكنائسهم، واستولى عليها الإفرنج أثناء الحروب الصليبية، واستخلصها منهم صلاح الدين الأيوبي سنة (٥٨٣ هـ) بواقعة حطين الشهيرة، وبسبب توالي تلك الأحداث عليها خربت مبانيها، وذهبت أكثر معالمها، ثُمَّ استولى عليها نابليون أثناء حملته على فلسطين عام (١٢١٤ هـ-١٧٩٩ م)، لكنَّه لم يدم طويلاً بسبب هزيمته أمام عكا، وطبرية اليوم تخضع تحت حكم الاحتلال الإسرائيلي الخاشم الظالم، وهي اليوم مدينة يهودية، وذلك إثر سقوطها في سنة ١٩٤٨ م، وهي ثاني مدينة يهودية صِرف بعد تل أبيب، وقد تغيَّرت كل معالمها تمامًا، وهُدِّمت مبانيها العربية، وتُسمى اليوم باسم طفرياه. (٤)


(١) أخرج البخاري في "صحيحه" (٦١٩٦) ك/الأدب، ب/مَنْ سَمَّى بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ، ومُسلمٌ في "صحيحه" (٢١٣١) ك/الآداب، ب/النَّهْيِ عَنِ التَّكَنِّي بِأَبِي الْقَاسِمِ، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -، أنَّ النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي، فَإِنَّمَا بُعِثْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ». قال الإمام النووي في "المنهاج شرح صحيح مسلم" (١٤/ ١١٢): اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ عَلَى مَذَاهِبَ كَثِيرَةٍ، وَجَمَعَهَا الْقَاضِي وَغَيْرُهُ، أَحَدُهَا: مَذْهَبُ الشافعي، وأهل الظاهر أنَّه لا يحل التَّكَنِّي بِأَبِي الْقَاسِمِ لِأَحَدٍ أَصْلًا سَوَاءٌ كَانَ اسْمُهُ مُحَمَّدًا أَوْ أَحْمَدَ أَمْ لَمْ يَكُنْ لِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَالثَّانِي: أَنَّ هَذَا النَّهْيَ مَنْسُوخٌ فَإِنَّ هَذَا الْحُكْمَ كَانَ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ، ثُمَّ نُسِخَ، قَالُوا: فَيُبَاحُ التَّكَنِّي الْيَوْمَ بِأَبِي الْقَاسِمِ لِكُلِّ أَحَدٍ سَوَاءٌ مَنِ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وَهَذَا مَذْهَبُ مَالِكٍ، قَالَ الْقَاضِي: وَبِهِ قَالَ جُمْهُورُ السَّلَفِ وَفُقَهَاءُ الْأَمْصَارِ وَجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ، قَالُوا: وَقَدِ اشْتُهِرَ أَنَّ جَمَاعَةً تَكَنَّوْا بِأَبِي الْقَاسِمِ فِي الْعَصْرِ الْأَوَّلِ وَفِيمَا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ مَعَ كَثْرَةِ فَاعِلِ ذَلِكَ وَعَدَمِ الانكار … الخ ..
(٢) يُنظر: "الأنساب" (١١/ ١٨)، "وفيات الأعيان" لابن خلكان (١/ ١٦٧).
(٣) يُنظر: "الأنساب" للسمعاني (٨/ ١٩٨ - ٢٠٠).
(٤) يُنظر: "الطبراني وجهوده في خدمة السنة" (ص/٥٣ - ٦٠)، "بلادنا فلسطين" مصطفي مراد الدباغ (٩/ ٣١٦ - ٣٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>