للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثانيًا: - الوجه الثاني: عبد الرَّزَّاق، عن الثوريّ، عن العلاء بن المُسيَّب، عن أبيه أو عن رجل، عن أبي سعيد الخُدري (مَوْقُوفًا).

أ تخريج الوجه الثاني:

• أخرجه عبد الرَّزَّاق في "المُصنَّف" (٨٨٢٦)، عن الثوريّ، وفيه: عن أبيه أو عن رجل، عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ - رضي الله عنه -، قال: " يَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِنَّ عَبْدًا وَسَّعْتُ عَلَيْهِ الرِّزْقَ، فَلَمْ يَفِدْ إِلَيَّ فِي كُلِّ أَرْبَعَةِ أَعْوَامٍ لَمَحْرُومٌ ".

ورواه عن عبد الرَّزَّاق بهذا الوجه: إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيْم بنِ عَبَّاد الدَّبَرِي: أخرجه في "حديثه عن عبد الرَّزَّاق" (٢٧) - مخطوط نشر ضمن برنامج المكتبة الشاملة -. ومحمد بن رافع بن أبى زيد النيسابوري:

قال البيهقي في "الشعب" (٣٨٣٨): ورواه محمد بن رافع، عن عبد الرزاق موقوفًا على أبي سعيد - رضي الله عنه -.

• ولم ينفرد به عبد الرَّزَّاق، بل تابعه وكيعٌ: فرواه وكيعٌ، عن سُفْيَانَ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه -، يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: "إِنَّ رَجُلا أَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ … الحديث". (١) هكذا بدون الشك.

ب دراسة إسناد الوجه الثاني (إسناد عبد الرَّزَّاق، برواية الدَّبري عنه):

١) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيْم بنِ عَبَّاد الدَّبَرِي: قال الدارقطني: صدوقٌ، وما رأيت فيه خلاف، قيل له: يدخل في الصحيح، قال: إي والله. (٢) وسماعه مِنْ عبد الرَّزَّاق صحيح؛ لأنه قد سَمِع منه بقراءة والده من "المُصنَّف"، وعبد الرَّزَّاق يسمع، وقد سبق أنَّ كتابه صحيحٌ. (٣)

٢) وبقية رجال الإسناد: سبقت تراجمهم في الوجه الأول.


(١) ذكره الإمام أحمد في "العلل" - برواية ابنه عبد الله - (٢/ ٢٣/ مسألة ١٤٢٧).
(٢) يُنظر: "تاريخ الإسلام" ٦/ ٧١٤، "الميزان" ١/ ١٨١.
(٣) قال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (٢/ ٥٨١): وذكر بعضهم أنَّ سماع الدَّبَري منه بآخرة. لذا قال ابن عدي: روى الدَّبري عن عبد الرَّزَّاق أحاديث مناكير. وقال ابن الصلاح في "معرفة علوم الحديث" (ص/٤٩٨): قد وجدت فيما روى الطبراني عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق أحاديث استنكرتها جدًا فأحلت أمرها على ذلك، فإنَّ سماع الدَّبري منه متأخر جدًا. وقال العراقي في "التقييد والإيضاح" (ص/٤٦١): والظاهر أنَّ الذين سَمِع منهم الطبراني في رحلته إلى صنعاء مِن أصحاب عبد الرَّزَّاق كلهم سمعوا منه بعد التغير، وهم أربعة: أحدهم الدَّبري. قال ابن حجر في "اللسان" (٢/ ٣٧): فما يوجد من حديث الدَّبَرِيّ، عَن عَبد الرزاق في مصنفات عبد الرزاق فلا يلحق الدَّبَرِيّ منه تبعة إلا إن صَحَّف أو حرَّف وإنما الكلام في الأحاديث التي عنده في غير التصانيف فهي التي فيها المناكير وذلك لأجل سماعه منه في حالة الاختلاط، والله أعلم.

وأختم بكلام الذهبي في "السير" (١٣/ ٤١٦)، قال: أَبُو يَعْقُوْب إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيْم بنِ عَبَّاد الصَّنْعَانِيّ الدَّبَرِي: رَاويَة عَبْد الرَّزَّاقِ، سَمِعَ تَصَانِيْفه مِنْهُ فِي سَنَة عَشْر وَمائَتَيْنِ بَاعْتِنَاء أَبِيه بِه، وَكَانَ حَدَثاً، فَإِن مَوْلِده - عَلَى مَا ذَكَرَهُ الخَلِيْلِيّ - فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمئَة، وَسَمَاعه صَحِيْحٌ. وأجاب عن قول ابن عدي، بقوله: سَاق لَه ابْن عَدِيٍّ حَدِيْثاً وَاحِداً مِنْ طَرِيْق ابْن أَنعم الإِفْرِيْقِيّ، يحْتَمل مثله، فَأَيْنَ المَنَاكِير؟ وَالرَّجُل قَدْ سَمِعَ كُتباً، فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا، وَلَعَلَّ النَّكَارَة مِنْ شَيْخه، فَإِنَّهُ أَضَرَّ بِأَخَرَة، - فَاللهُ أَعْلَمُ -. ومن رام المزيد فليراجع: "منهج الإمام عبد الرَّزَّاق في مُصنَّفِه" (ص/١٠٩ - ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>