(٢) يُنظر: "تاريخ الإسلام" ٦/ ٧١٤، "الميزان" ١/ ١٨١. (٣) قال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (٢/ ٥٨١): وذكر بعضهم أنَّ سماع الدَّبَري منه بآخرة. لذا قال ابن عدي: روى الدَّبري عن عبد الرَّزَّاق أحاديث مناكير. وقال ابن الصلاح في "معرفة علوم الحديث" (ص/٤٩٨): قد وجدت فيما روى الطبراني عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق أحاديث استنكرتها جدًا فأحلت أمرها على ذلك، فإنَّ سماع الدَّبري منه متأخر جدًا. وقال العراقي في "التقييد والإيضاح" (ص/٤٦١): والظاهر أنَّ الذين سَمِع منهم الطبراني في رحلته إلى صنعاء مِن أصحاب عبد الرَّزَّاق كلهم سمعوا منه بعد التغير، وهم أربعة: أحدهم الدَّبري. قال ابن حجر في "اللسان" (٢/ ٣٧): فما يوجد من حديث الدَّبَرِيّ، عَن عَبد الرزاق في مصنفات عبد الرزاق فلا يلحق الدَّبَرِيّ منه تبعة إلا إن صَحَّف أو حرَّف وإنما الكلام في الأحاديث التي عنده في غير التصانيف فهي التي فيها المناكير وذلك لأجل سماعه منه في حالة الاختلاط، والله أعلم.
وأختم بكلام الذهبي في "السير" (١٣/ ٤١٦)، قال: أَبُو يَعْقُوْب إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيْم بنِ عَبَّاد الصَّنْعَانِيّ الدَّبَرِي: رَاويَة عَبْد الرَّزَّاقِ، سَمِعَ تَصَانِيْفه مِنْهُ فِي سَنَة عَشْر وَمائَتَيْنِ بَاعْتِنَاء أَبِيه بِه، وَكَانَ حَدَثاً، فَإِن مَوْلِده - عَلَى مَا ذَكَرَهُ الخَلِيْلِيّ - فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمئَة، وَسَمَاعه صَحِيْحٌ. وأجاب عن قول ابن عدي، بقوله: سَاق لَه ابْن عَدِيٍّ حَدِيْثاً وَاحِداً مِنْ طَرِيْق ابْن أَنعم الإِفْرِيْقِيّ، يحْتَمل مثله، فَأَيْنَ المَنَاكِير؟ وَالرَّجُل قَدْ سَمِعَ كُتباً، فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا، وَلَعَلَّ النَّكَارَة مِنْ شَيْخه، فَإِنَّهُ أَضَرَّ بِأَخَرَة، - فَاللهُ أَعْلَمُ -. ومن رام المزيد فليراجع: "منهج الإمام عبد الرَّزَّاق في مُصنَّفِه" (ص/١٠٩ - ١١٩).