[٣٦/ ٤٣٦]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ ابْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ.
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلاً، مِنْ ثَقِيفٍ يُكْنَى أَبَا تَمَّامٍ (١) أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَاوِيَةَ خَمْرٍ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ يَا أَبَا تَمَّامٍ (١)».
فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فأَسْتَنْفِقُ ثَمَنَهَا؟
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ ثَمَنَهَا».
* لم يَرْوِ هذا الحديث عن أبي بَكْرِ بن حَفْصٍ إلا زيدُ بنُ أبي أُنَيْسَةَ، ولا يُرْوَى عَنْ عَامِرِ بن رَبِيعَةَ إلا بهذا الإسناد.
هذا الحديث مداره على زيد بن أبي أُنَيْسة، واختُلف عليه فيه من وجهين:
الوجه الأول: زيد بن أبي أُنَيْسة، عن أبي بكر بن حفص، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه.
الوجه الثاني: زيد بن أبي أُنيسة، عن أبي بكر بن حفص، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن رجلٍ من ثقيف يُقال له: أبو عامر.
وتفصيل ذلك كالآتي:
أولًا:- الوجه الأول: زيد بن أبي أنيسة، عن أبي بكر بن حفص، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه.
أ تخريج الوجه الأول:
• أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٤٣٦) - رواية الباب-، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (٦/ ٣٨) -، قال: حدثنا أحمد بن خُليد، عن عبد الله بن جعفر، عن عُبيد الله بن عمرو، عن زيدٍ، به.
ب متابعات للوجه الأول:
• وأخرجه الطبراني في "الكبير" - كما في "جامع المسانيد والسنن" (٥٦٢٦)، ولم أقف عليه في المطبوع من "المعجم" -، قال: حدثنا عبد الله بن سعد بن يحيى الرَّقي، قال: حدثنا أبو فَرْوَةَ: يزيد بن سِنان الرّهَاوي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، قال: حدثني عمر أبو حفص، حدثني أبو حصين: عثمان بن عاصم الأسدي، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه: أنه أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواية من خمر؛ فقال له: «يَا عَامِر أّمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا حُرِّمَتْ بَعْدَك؟» قال: أفلا أبيعها لليهود؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ بَائِعَهَا كَشَارِبهَا فَأَهْرِقْهَا».
قلتُ: وهذه متابعة جيدة لزيد بن أبي أُنيسة، لكن لو سَلِمَ سندها، لكنَّها بَيَّنت أنَّ الذي أَهْدَى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الرَاوية هو عامر بن ربيعة؛ بينما في رواية زيد بن أبي أُنيسة بيَّنت أنَّه رجلٌ من ثقيف يُكْنَى أبا تَمَّام.
(١) أبو تَمَّام: تصحيفٌ في الرواية، وصوابه - كما قال ابن حجر-: أبو عامر، وسيأتي - إن شاء الله تعالى - الكلام عليه.