للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

روى عنه: سفيان الثوري، وإسرائيل بن يونس، وعَتَّاب بن بَشير، وآخرون.

حاله: اختلف فيه أهل العلم كالآتي:

- فقال ابن سعد، وابن معين، وأبو زرعة، والعجلي: ثقة. وقال ابن خراش، ويعقوب بن سفيان: لا بأس به. وسُئل يحيى بن معين: عبد الكريم - بن مالك الجزري- أحبّ إليك أو خُصيف؟ قال: عبد الكريم أحبّ إليّ، وخُصيف ليس به بأسٌ. وقال ابن معين، والنسائي: صالحٌ. وقال السَّاجيُّ: صَدُوقٌ.

- بينما قال علي بن المديني: سمعتُ يحيى بن سعيد القطَّان، يقول: كنَّا تلك الأيام نَجْتَنِبُ حديث خُصيف، وما كَتَبْتُ عنه بالكُوفة شيئًا، وإنما كتبتُ عن سفيان عنه بآخرةٍ، وكان يحيى يضعّفه. وقال الإمام أحمد: ضعيف الحديث. وقال أيضًا: ليس هو بالقوي في الحديث. وقال: ليس بحجة، ولا قوي في الحديث، شديد الاضطراب في المُسند. وقال أبو حاتم: خُصيف صالحٌ يخلط (١)، وتكلَّم في سوء حفظه.

وقال ابن حبَّان: تركه جماعة من أئمتنا، واحتجّ به آخرون، وكان خُصيفٌ شيخًا صالحًا فقيهًا عابدًا، إلا أنه كان يُخْطِئ كثيرًا فيما يَروي، وينفرد عن المشاهير بما لا يُتابَع عليه، وهو صدوقٌ في روايته إلا أنَّ الإنصاف في أمره قبول ما وافق الثقات من الروايات، وترك مالم يُتابَع عليه، وإن كان له مدخل في الثقات، وهو ممن أستخير الله فيه، وقد حدَّث عبد العزيز عنه عن أنسٍ بحديثٍ مُنكَر، ولا يُعرَف له سماعٌ من أنس.

وقال ابن خُزيمة: لا يُحتجّ بحديثه. وقال البيهقي: غير مُحتجٌّ به. وقال الدَّارقطني: يُعتبر به، يَهِم. وقال الذهبي: صدوقٌ سيء الحفظ. وقال ابن حجر في "التقريب": صَدُوقٌ، سيء الحفظ، خلط بآخرةٍ، ورُمي بالإرجاء. وفي "الفتح": فيه مقال. وفي "التلخيص"" ليّن الحديث، فيه لِين.

فالحاصل: أنّه "ضعيفٌ يُعتبر بحديثه، فيُقبل من حديثه ما وافق الثقات، ويُترك ما لم يُتابَع عليه". (٢)

وأما توثيقه فيُحمل على عدالته، بالإضافة إلى أنَّ الجرح فيه مفسَّر، فيقدَّم على التعديل. فقد صرّح غير واحدٍ بأنه جُرِّح بسبب سوء حفظه، وكثرة خطئه، وتفرده عن الثقات بما لا يُتابع عليه.

٥) أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وقيل اسمه عامر، الهُذلي. قال أبو حاتم: لا يُسمَّى. وقال أبو زرعة: اسمه وكُنيته واحد. وقال الذهبي: لا يَرِد إلا بالكُنية.

روى عن: أبيه، ولم يسمع منه، والبراء بن عازب، وأبي موسى الأشعري، وغيرهم.

روى عنه: خُصيف بن عبد الرحمن، وأبو إسحاق السَّبيعي، وإبراهيم بن يزيد النَّخعيُّ، وآخرون.

حاله: قال ابن سعد، والعجلي، وابن معين، وابن حجر: ثِقَةٌ. وذكره ابن حبَّان في "الثقات".

_ وقال أحمد، وابن معين، والترمذي، وأبو داود، والنسائي، والعجلي، وابن حبَّان، والبيهقي، والدارقطني،


(١) ليس المراد به المعنى الاصطلاحي؛ وإنما المُراد به الخطأ والخلط في الأسانيد والمتون لا يأتي بها على التقويم في أول أمره وآخره، وأنه سيء الحفظ، ولم يصفه أحدٌ من المتقدّمين بالاختلاط الاصطلاحي. يُنظر: "معجم المختلطين" (ص/٨٦).
(٢) يُنظر: "التاريخ الكبير" ٣/ ٢٢٨، "الجرح والتعديل" ٣/ ٤٠٣، "المجروحين" ١/ ٢٨٧، "الكامل" ٣/ ٥٢٢، "تاريخ دمشق" ١٦/ ٣٨١، "تهذيب الكمال" ٨/ ٢٥٧، "الكاشف" ١/ ٣٧٣، "السير" ٦/ ١٤٥، "تهذيب التهذيب" ٣/ ١٤٣، "التقريب" (١٧١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>