(٢) لمعرفة تعريف التلقين، وبيان أسبابه، وحكمه، يُنظر: "اليقين بمعرفة مَنْ رُمي مِنْ المحدِّثين بقبول التلقين" د/محمد بن عبد الله حَيَانيّ (ص/١١ - ٩٥)، ففيه جمع أقوال أهل العلم، مع التمثيل العملي لما يَذكره، فأطال وأجاد - حفظه الله -، وتوصل في آخر البحث، أنَّ التلقين في الجملة جَرْحٌ مَرْحليٌّ، لا يُؤَثِّر على قديم حديثه المستقيم، ولا على صدقه، وعدالته، إلا إذا امتزج المستقيم مِنْ حديثه بالمُلَقَّن فيه، أو كان الشيخ عامدًا قبول التلقين، فَتُرد جمع رواياته حينئذٍ، ويكون التلقين جارحًا لذات الراوي. (٣) بعد طول بحثٍ، لم أقف - على حد بحثي - على أحدٍ ذكر عدي بن ثابتٍ في شيوخ إسماعيل، أو ذكر إسماعيل في تلاميذ عديّ، وبالبحث في مرويات إسماعيل عن عدي، لم أقف - على حد بحثي - إلا على روايتين، وهما: رواية الباب عند الطبراني، وفي سندها عُبَيد بن هشام الحلبي، وسبق في ترجمته أنَّه اختلط في آخر عمره، وأنَّه لُقِّن أحاديث، وقبل التلقين؛ ومِنْ خلال التخريج تبيَّن أنَّه انفرد برواية هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد عن عدي بن ثابت.
والحديث الثاني ذكره الدَّارقطني في "الغرائب والأفراد" - بترتيب ابن القيسراني في "أطرافه" (٦٠٨) -، قال: حديث "مَنْ صَلَّى على جنَازَةٍ"، غريبٌ مِنْ حديث إسماعيل بن أبي خالد، عن عدي بن ثابت، تَفَرَّد به: إبراهيم بن أبي يحيى. قلتُ: وإبراهيم هذا، قال البخاري: تركه ابن المبارك، والنَّاس. وقال أبو حاتم: كذَّابٌ متروكٌ. وقال أحمد: لا يُكتب حديثه، يَروي أحاديث مُنْكرة ليس لها أصلٌ، يأخذ حديث النَّاس يضعها في كتبه. يُنظر: "التاريخ الكبير" ١/ ٣٢٣، "الجرح والتعديل" ٢/ ١٢٦، "التهذيب" ٢/ ١٨٦. وعليه؛ فسماع إسماعيل بن أبي خالد مِنْ عدي بن ثابت وإن كان مُمْكِنًا، لكنَّه يحتاج إلى بحثٍ وتحرير، والله أعلم.