للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوجه الثالث: هِشَام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها.

الوجه الرابع: هِشَام بن عُرْوة، عن عُبَيد الله بن عبد الرحمن بن رافع، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -.

الوجه الخامس: هِشَام بن عُرْوة، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -.

الوجه السادس: هِشَام بن عُرْوة، عن أبيه، عن سعيد بن زيد - رضي الله عنه -.

والذي يَظهر - والله أعلم - أنَّ الحديث بالوجه الأول "مُنْكرٌ"، وبالوجه الأخير "شاذٌّ"، وأنَّ الحديث محفوظٌ بالوجه الثاني، والثالث، والرابع، والخامس؛ وذلك للقرائن الآتية:

١) إنَّ الوجه الأول قد رواه أبو خالد مُسْلم بن خالد الزَّنجي، وهو "ضَعيفٌ" ولم يُتابع عليه عن هِشَام بن عُرْوَة، مع مخالفته لِمَا رواه عامة الرواة عن هِشَام.

٢) وأمَّا الوجه الأخير فقد انفرد به عبد الوهاب الثَّقفيّ عن أيوب السختيانيّ، وعبد الوهاب قد اختلط بآخرة - كما سبق -؛ وتابعه سُفيان الثوريّ عن هشام بن عُروة، إلا أنَّ الإسناد إلى الثوريّ فيه يحيى بن داود بن سَيَّار وهو "مجهول العين"، مع مخالفته لِمَا رواه الثِّقات عن الثوريّ بالوجه المُرسل - كما سبق -، وبالتالي فمتابعة الثوريّ لا يُعتبر بها - والله أعلم -. لذا فقد تتابع العلماء على إنكار هذا الوجه:

فقال الترمذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلاً.

وقال البَزَّار: وهذا الحَدِيثُ قد رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلًا، ولا نَحْفَظُ أَحَدًا قَالَ: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ إِلَّا عَبْدَ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ.

وقال الدَّارقُطني: يَرْوِيهِ أَيُّوبُ، عَنْ هِشَامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، تَفَرَّدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْهُ. (١)

وقال الدَّارقُطني أيضًا: قال ذلك الثقفي، عن أيوب وهو وهمٌ، والصحيح عن هشام، عن أبيه مرسلًا. (٢)

٣) وأمَّا الوجه الثاني فقد رواه عن هِشَام بن عُرْوَة جماعة مِنْ الثِّقات الأثبات، فيهم: مالك، والثوري، وابن عُيَيْنَة، ويحيى القَطَّان، ووكيعٌ، وأبو مُعاوية الضرير، وغيرهم، وكلهم مِنْ أهل الحفظ والإتقان؛ بالإضافة إلى وجود مُتابعات لهذا الوجه عن عُروة؛ لذا رَجَّحه الدَّارقُطني، وابن عبد البر - كما سبق -.

٤) وأمَّا الوجه الثالث وإن كان في بعض أسانيدها مَقَالٌ، لكنَّ الحديث بهذا الوجه له مُتابعاتٌ عند البخاري في "صحيحه" عن عُروة، عن عائشة رضي الله عنها.

٥) وأمَّا الوجه الرابع فقد رواه عن هِشَام جماعةٌ مِنْ أهل الحفظ والإتقان، وبعضهم قد رواه مَرَّة عن هِشَام بالوجه الثاني، ومَرَّة عن هِشَام بالوجه الرابع كأبي مُعاوية الضرير، ووكيعٍ، ويحيى القَطَّان، مِمَّا يدلُ على أنَّهم حَفِظُوا الحديث عن هِشَام بن عُروة بالوجهين؛ لذا رَجَّحه الدَّارقُطنيّ، وابن حبَّان.

٦) وأمَّا الوجه الخامس فرواه عن هِشَام ثلاثةٌ مِنْ الثِّقات، وأخرجه البخاريُّ في "الصحيح" مُعَلَّقًا، وصححه الترمذي؛ لذا رَجَّحه الدَّارقُطنيّ، وابن حبَّان - والله أعلم -.


(١) يُنظر: "العلل" (٤/ ٤١٤/مسألة ٦٦٥).
(٢) يُنظر: "العلل" (١٤/ ١١١ - ١١٢/مسألة ٣٤٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>