للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن نُمير: ثقةٌ مُتْقِنٌ للحديث. وذكره ابن حبَّان في "الثقات". وقال النَّسائي: ليس به بأسٌ. وقال الذهبي: ثِقَةٌ مشهورٌ، لكنَّه طال عمره، وساء حفظه. وروى له الجماعة.

_ وقال أحمد: مضطرب الحديث جداً مع قلة حديثه، ما أرى له خمسمائة حديث، وقد غلط في كثير منها. وقال ابن معين: مُخَلِّطٌ. وقال أبو حاتم: لم يُوصف بالحفظ، هو صالحٌ، تغيَّر حفظه قبل موته. وقال الذهبي في "الميزان": لم يورده ابن عدي، ولا العقيلي، ولا ابن حبان، وقد ذكروا من هو أقوى حفظاً منه، وأما ابن الجوزي فذكره فحكى الجرح، وما ذكر التوثيق؛ والرجل من نظراء أبي إسحاق السَّبِيعِيّ، وسعيد المَقْبُريّ لمَّا وقعوا في هِرَم الشيخوخة نقص حفظهم، وساءت أذهانهم، ولم يختلطوا، وحديثهم في كتب الإسلام كلها. وقال العلائي: إنَّ اختلاطه احتمله بعضهم؛ لأنه لم يأت فيه بحديث منكر، فهو من القسم الأول. وقال ابن حجر في "التقريب": ثِقَةٌ، فَصيحٌ، عالمٌ، تَغَيَّر حِفْظُه، ورُبَّما دَلَّس. وقال ابن حجر: احتج به الجماعة، وأخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات، وإنَّما عِيب عليه أنه تغير حفظه لكبر سنه؛ لأنَّه عاش مائة وثلاث سنين.

_ وصفه بالتدليس: قال ابن حبَّان: كان مُدَلِّساً. وذكره العلائي في المدلسين، وقال: مشهورٌ به. وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة مِنْ المدلِّسين، وقال: مشهورٌ بالتدليس، وصفه ابن حبَّان والدَّارقطني وغيرهما.

_ قلتُ: أمَّا وصفه بالتدليس: فأشار الحافظ ابن حجر في "التقريب" إلى قلة تدليسه، فقال: رُبَّما دَلَّس، وفي "هدي الساري" ذكره في فصل مَنْ ضُعِّفَ بأمرٍ مَردودٍ، وقال: "ذُكِرَ فيمن تَغَيَّر"، ولم يذكره بالتدليس؛ فدلَّ ذلك على أحد أمرين: إمَّا على قلة تدليسه ونُدْرَتِه، وإمَّا على أنَّ المراد بالتدليس: الإرسال، فقد وُصِفَ بأنَّه كان يُرْسل عن بعض الصحابة كأبي عُبَيْدة بن الجَرَّاح، وعدي بن حاتم، وغيرهما. (١)

فالحاصل: أنه "ثِقَةٌ، يغلط قليلاً، وساء حفظه في آخر عمره، فتقبل روايته قبل كبره وسوء حفظه، ولا تقبل بعد ذلك - إنْ أمكن تميز ذلك -، - وهذا ما فعله البخاري ومسلم، كما قال ابن حجر -، أو تُرَدُ بسوء الحفظ عند وجود قرينة، كالمخالفة ونحوها، والله أعلم. (٢)

٦) سَعِيدُ بْن فَيْرُوزَ، أَبُو البَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ: "ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، كثير الإرسال"، تَقَدَّم في الحديث رقم (١٧٤).

٧) فَيْرُوزُ الدَّيْلَمِيُّ، ويُقال: ابن الديلمي، أبو عَبد اللَّهِ، ويُقال أبو عبد الرحمن، ابنُ أخت النَّجَاشِيّ.

روى عن: النبي - صلى الله عليه وسلم -. روى عنه: بنوه سَعيد، وعبد الله، والضَّحاك، ومَرْثَد بن عبد الله اليَزَنِيّ، وآخرون.

وفد على النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، وحديثه عنه في الأشربة حديثٌ صحيحٌ، وهو قاتل الأسود العنسيّ الكذّاب الذي ادَّعى


(١) يُنظر: "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص/١٣٢).
(٢) يُنظر: "الثقات" للعجلي ٢/ ١٠٤، "الجرح والتعديل" ٥/ ٣٦٠، "الثقات" لابن حبَّان ٥/ ١١٦، "تهذيب الكمال" ١٨/ ٣٧٢، "المغني" ١/ ٥٧٦، "الميزان" ٢/ ٦٦٠، "المختلطين" للعلائي (ص/٧٦)، "جامع التحصيل" (ص/١٠٨)، "إكمال تهذيب الكمال" ٨/ ٣٢٩، "تهذيب التهذيب" ٦/ ٤١١، "الكواكب النيرات" ١/ ٤٨٦، "التقريب" (٤٢٠٠)، "هدي الساري" (ص/٤٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>