للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شواهد للحديث بالوجه المرسل عن يزيد بن أبي حبيبٍ:

• وأخرج الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ على أمّ السَّائب، أو أمّ المُسَيِّب، فقال: "مالكِ يا أم السائب! أو يا أمّ المُسَيِّب! تُزَفزفين (١)؟ " قالت: الحُمَّى. لا بارك الله فيها. فقال: "لا تَسُبِّي الحُمَّى! فإنها تُذهب خطايا بني آدم، كما يُذهِب الكِيرُ خَبثَ الحديد". (٢)

• أخرج الإمام أحمد، والنسائي، والحاكم، وغيرهما من طُرُقٍ، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجْرَة، قال: حدثتني زينب ابنة كعب بن عُجْرة، عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رجلٌ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت هذه الأمراض الَّتِي تُصِيبُنَا مَا لَنَا بِهَا؟ قَالَ: " كَفَّارَاتٌ "، قَالَ أُبَيٌّ: وَإِنْ قَلَّتْ؟ قَالَ: " وَإِنْ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا "، قَالَ: فَدَعَا أُبَيٌّ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لا يُفَارِقَهُ الْوَعْكُ حَتَّى يَمُوتَ فِي أَنْ لا يَشْغَلَهُ عَنْ حَجٍّ، ولا عُمْرَةٍ ولا جِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، ولا صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ فِي جَمَاعَةٍ فَمَا مَسَّهُ إِنْسَانٌ، إلا وَجَدَ حَرَّهُ حَتَّى مَاتَ. واللفظ لأحمد، والباقون بنحوه، إلا النسائي فمُختصرًا.

وقال الحاكم: على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. (٣)

• ومِمَّا يشهد لعموم معناه، الأحاديث التي تدل على تحصيل الحسنات والأجر، وتكفير الذنوب والسيئات للمريض، وأصحاب المصائب، وهي كثيرة، منها:

ما أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: " مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ حَتَّى الشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ، إِلا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ" (٤)، واللفظ لمسلم.

وعليه فالحديث مِنْ الوجه المرسل، يرتقي بشواهده إلى "الصحيح لغيره"، والله أعلم. (٥)

* * *


(١) تزفزفين: قال النووي: بزاءين معجمتين، وفاءين، والتاء مضمومة، قال القاضي: تضم وتفتح هذا هو الصحيح المشهور في ضبط هذه اللفظة، معناه: تتحركين حركة شديدة، أي ترعدين. "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" (١٦/ ١٣١).
(٢) أخرجه مسلمٌ (٢٥٧٥)، ك/البر والصلة، ب/ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حُزن أو نحوه، حتى الشوكة يُشاكها.
(٣) أخرجه أحمد في "مسنده" (١١١٨٣)، والنسائي في "الكبرى" (٧٤٤٧)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (٩٩٥)، والطحاوي في "شرح مُشْكِل الآثار" (٢٢١٩، ٢٢٢٠)، وابن حبان في "صحيحه" (٢٩٢٨)، والحاكم في "المستدرك" (٧٨٥٤).
(٤) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٥٦٤٠)، ك/ المرضى، ب/ ما جاء في كفارة المرض، ومسلم في "صحيحه" (٢٥٧٢/ ١ - ٦)، ك/ البر والصلة والآداب، ب/ ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرضٍ أو حَزْن، حتى الشوكة يُشاكُها.
(٥) ويُنظر: الحديث رقم (٤٥)، و السلسلة الضعيفة للألباني (٥/ ٤٥٢/٢٤٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>