للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى عن: أبيه محمد بن معاذ، وعطاء الخُراساني، وهشام بن عُرْوة، وغيرهم.

روى عنه: محمد بن عيسى الطبّاع، ومعاوية بن صالح، ويونس بن محمد المؤدِّب، وآخرون.

حاله: ذكره البخاري، وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرج له في "صحيحه" (١). وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام": وهو في عداد الشيوخ. وفي "المُغني": لَيِّنٌ. وقال ابن حجر: مقبولٌ - وهو مَنْ ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يَثبت فيه ما يُتْرَك حديثه مِن أجله، فهو مقبولٌ إذا تُوبع، وإلا فلَيِّن الحديث -. وتعقبه صاحبا "تحرير التقريب"، فقالا: بل صدوقٌ حسن الحديث، فقد روى عنه جمْعٌ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأمّا قوْل ابن المَدِيني مجهول؛ فهو مرفوعٌ برواية الجمْع عنه.

قلتُ: أمَّا ذِكْر ابن حبان له في "الثقات" فهو معروف بتساهله في توثيق المجاهيل؛ وأمَّا قول ابن المَدِيني فذكره الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" في ترجمة معاذ هذا، وبمراجعته أكثر من مرة، وَجَدْتُ أنّ تجهيله إنما هو لمحمد بن معاذ - والد معاذ صاحب الترجمة، والآتي بعد هذا - ولأبيه وجده، وليس لمعاذ هذا كما قالا - فسبحان مَنْ لا يسهو، وجزاهما الله عنا خيرًا -؛ ورواية الجَمْع عنه ترفع عنه جهالة العَيْن، ويبقى جهالة حاله، وعليه فالحاصل: أنَّه "مجهول الحال". (٢)

٤) محمد بن معاذ بن محمد بن أُبي بن كعب. (٣)

روى عن: أبيه معاذ بن محمد. … روى عنه: ابنه معاذ بن محمد.

حاله: ذكره البخاري، وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال ابن حجر في "تعجيل المنفعة": وثَّقه ابن حبان - قلتُ: على اعتبار ذكره له في "الثقات"، وإخراجه له في "صحيحه"، فيُعتبر ثقة عنده -. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد": محمد بن معاذ بن أُبي بن كعب عن أبيه، وهما مجهولان كما قال ابن معين. قلتُ: هكذا عزاه إلى ابن معين ولم أقف على أحدٍ غيره نقل هذا القول وعزاه إلى ابن معين، فإنْ صَحّ، وإلا فلعله تصحيف والصواب ابن المديني، والعلم عند الله تعالى.


(١) يُنظر: "صحيح ابن حبان" حديث رقم (٥٦٧٣ و ٧١٥٥). قلتُ: قال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (٩٢٩)، بعد أن تكلم على معاذ بن محمد وأبيه وجده: وأما ابن حبان فأوردهم في " الثقات " على قاعدته في توثيق المجهولين، ثم أخرج حديثهم في صحيحه كما ترى، فلا تغتر بذلك، فإنه قد شذ في ذلك عن التعريف الذي اتفق عليه جماهير المحدثين في الحديث الصحيح وهو: " ما رواه عدل، ضابط، عن مثله ". فأين العدالة، وأين الضبط في مثل هؤلاء المجهولين. لاسيما وقد رووا منكرًا من الحديث خالفوا به الصحيح الثابت عنه صلى الله عليه وسلم من غير طريق كما سيأتي بيانه. ولقد بدا لي شيء جديد يؤكد شذوذ ابن حبان المذكور، ذلك أنني حصلت نسخة من كتابه القيم " المجروحين " في موسم حج السنة الماضية (١٣٩٦) فلم أر له فيه راويا واحدا جرحه بالجهالة حتى الآن فهذا يؤكد أن الجهالة عنده ليست جرحا!
(٢) يُنظر: "التاريخ الكبير" ٧/ ٣٦٤، "الجرح والتعديل" ٨/ ٢٤٧، "الثقات" ٩/ ١٧٧، "تهذيب الكمال" ٢٨/ ١٣٠، "الكاشف" ٢/ ٢٧٣، "تاريخ الإسلام" ٤/ ٢١٨، "المغني في الضعفاء" ٢/ ٣٠٨، "تهذيب التهذيب" ١٠/ ١٩٣، "التقريب، وتحريره" ٦٧٣٩.
(٣) هكذا ذكره الذهبي، وابن حجر، بينما ذكره البخاري بإسقاط محمد (الأعلى)، وتَبِعه على ذلك ابن أبي حاتم، وابن حبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>