للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ذكر أنه دلَّس حديث "المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله منَ المؤمن الضعيف"، وقد وصفه به أيضًا الطحاوي في "شرح مُشْكِل الآثار" (١)، وعلى كل حال فالظاهر أنّ تدليس ابن عجلان ليس بالكثير، بل هو في مواضع محدودة، فلا ينبغي التوقف في عنعنته، بل تُحمل على الاتصال إلا إذا تبيّن في حديثٍ بعينه أنه لم يسمعه مِمَّن رواه عنه. ا. هـ. قلتُ: ولهذا لمَّا لخَّصَ ابن حجر حاله في "التقريب" لم يصفه بشيء من التدليس.

فالحاصل: أنه "ثِقَةٌ، اختلطت عليه مروياته عن سعيد المَقْبُري من حديث أبي هريرة". (٢)

فقد وثَّقه جُلّ المتقدّمين، بل ومنهم مَنْ قدَّمه على غيره الثقة، ومنهم مَنْ قَرَنَه بغيره الثقة، ومن هؤلاء المُوَثّقين سفيان بن عيينة، وهو أحد تلامذته، فهو أَعْلم حالًا به من الإمامين الذهبي، وابن حجر، فكيف إذا انضمَّ إليه أبو حاتم الرازي، وقد قال الذهبي: وقد وثَّقه أبو حاتم مع تعنته في نقد الرجال. بل ويُضاف إليهما توثيق ابن مَعين، وأحمد، والنسائي، وأبي زرعة، ويعقوب بن سفيان، وابن المبارك، بل وروى عنه مالك، ويحيى بن سعيد، وشُعبة، وهؤلاء لا يروون إلا عن ثِقَةٍ في الغالب، وأخرج له مُسْلمٌ متابعة، والله أعلم.

٥) ابن وَثِيمة: وهو زُفَر بن وَثِيمة بن مالك بن أَوْس بن الحَدَثان النَّصْري، والدّمَشْقي. (٣)

روى عن: أبي هريرة - رضي الله عنه -، وحكيم بن حِزام - وقيل: لمْ يَلْقه -، والمُغيرة بن شُعبة.

روى عنه: محمد بن عَجْلان، ومحمد بن عبد الله بن المهاجر.

حاله: قال ابن معين، ودُحَيم: ثقة، وزاد دُحيم: ولمْ يَلْقَ حكيم بن حِزام. وذكره ابن حبان في "الثقات".

_ وذكره البخاري، وابن أبي حاتم، ولمْ يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

فالحاصل: أنَّ ابن وثيمة هو زُفَر بن وثيمة - إن شاء الله - عز وجل -، وهو "ثِقَةٌ"، والله أعلم. (٤)


(١) يُنظر: "شرح مُشْكِل الآثار" للطحاوي حديث رقم (٢٥٩).
(٢) يُنظر: "التاريخ الكبير" ١/ ١٩٦، "الثقات" للعجلي ٢/ ٢٤٨، "الجرح والتعديل" ٨/ ٤٩، "الثقات" لابن حبان ٧/ ٣٨٧، "جامع التحصيل" (ص/١٠٩)، "المدلسين" لأبي زرعة (ص/٨٥)، "تهذيب الكمال" ٢٦/ ١٠١، "المغني في الضعفاء" ٢/ ٢٤٠، "تاريخ الإسلام" ٣/ ٩٧١، "السير" ٦/ ٣١٧، "الميزان" ٣/ ٦٤٤، "تهذيب التهذيب" ٩/ ٣٤١، "اللسان" ٩/ ٤١٢، "التقريب" (٦١٣٦)، "تعريف أهل التقديس" (ص/٤٤)، "معجم المدلسين" (ص/٣٩٣ - ٣٩٧)، "تذهيب تقريب التهذيب" (٤/ ٤٤٣).
(٣) ذكره البخاري، وابن أبي حاتم باسم زُفَر بن وثيمة، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكرا أنَّه روى عن حكيم، وروى عنه محمد بن عبد الله. وأمَّا ابن حبان فذكره في موْضعيْن من "الثقات"، في ترجمة زُفَر بن وثيمة، ثم ترْجم لـ "وثيمة النَّصْري"، واكتفى في الموْضع الأول بما اكتفى به البخاري، وابن أبي حاتم. وفي الموضع الثاني ذكر أنَّ الراوي عنه محمد بن عَجْلان، عن أبي هريرة، وذَكَر حديث الباب. وأما المزي فذكر في ترجمة زُفَر بن وثيمة أنَّ محمد بن عَجلان، روى عنه، عن أبي هريرة، حديث الباب، ثم قال: فلا أدري هو - أي ابن وثيمة - هذا - أي زفر -، أو غيره. ثم ترجم بعد ذلك لابن وثيمة، فقال: هو زفر بن وثيمة. وتَبِعه ابن حجر على ذلك في "تهذيب التهذيب"، و"التقريب". ولعل صنيع مغلطاي في "الإكمال" (٥/ ٦٣) يدل على أنَّ ابن وثيمة عنده هو زفر. وذَهَبَ المبار كفوري في "تحفة الأحْوَذي" (٤/ ٢٠٤) إلى أنَّ ابن وثيمة هو زُفَر. وإليه ذَهَبَ الألباني في "إرواء الغليل" (٦/ ٢٦٧)، و"السلسلة الصحيحة" حديث رقم (١٠٢٢).
(٤) يُنظر: "التاريخ الكبير" ٣/ ٤٣١، "الجرح والتعديل" ٣/ ٦٠٧، "الثقات" (٤/ ٢٦٤ و ٥/ ٥٠٠)، "تاريخ دمشق" ١٩/ ٤٣، "تهذيب الكمال" ٩/ ٣٥٣، ٣٤/ ٣٨٢، "تهذيب التهذيب" ٣/ ٣٢٨، ١٢/ ٣١٦، "التقريب" (٢٠١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>