للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


* وقد فَرَّق بينهما جماعة من أهل العلم؛ منهم:

الإمام البخاري في "التاريخ الكبير" فَذَكر الأول (المكي) في (٥/ ١٩٠)، وقال فيه: عن مجاهد، وابن سابط، وأبيه، وسعيد ابن جُبَير، وروى عنه الثوري، وابن نُمير، وسَمِعَ منه أبو عاصم. وذَكَرَ الثاني (اليماني الفَدَكي) في (٥/ ٢٢٢)، وقال فيه: عبد الله بن هرمز اليماني، عن محمد وسعيد ابنيْ عُبيد، عن أبي حاتم المُزَني، وروى عنه حاتم بن إسماعيل، وابن عَجْلان، قال ابن معين: حدثنا حاتم، عن عبد الله بن هُرْمز الفَدَكي. قلتُ: فدَلَّ هذا على أنَّ عبد الله بن هرمز في رواية ابن معين، هو الفدكي وهو عبد الله بن هرمز، وهو غَيْر عبد الله بن مسلم بن هرمز، نَبَّهْتُ على ذلك لأنَّ رواية يحيى ستأتي إن شاء الله - عز وجل -.
وتَبِعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" فذَكَرَ (المكي) في (٥/ ١٦٤)، وذَكَرَ ما قاله البخاري، وزاد عليه أنْ نَقَلَ تضعيف العلماء لعبد الله المكي، وذَكَرَ (اليماني الفَدَكي) في (٥/ ١٩٥)، واكتفى بما قاله البخاري، دون قول ابن معين.
وتَبِعهما ابن حبان؛ فذكر (المكي) في "المجروحين" (٢/ ٢٦)، وذكر (اليماني الفَدَكي) في "الثقات" (٧/ ٥٩)، وقال: يَروى عن سعيد بن عُبَيد، روى عنه حاتم بن إسماعيل.
وعلى منوالهم سار المِزي في "تهذيب الكمال"، فذكر (المكي) في (١٦/ ١٣٠)، وبيَّن أنَّه أخْرَجَ له البخاري في "الأدب"، وابن ماجة، ثم ذكر الشيوخ، والتلاميذ، وليس فيهم أحدٌ منْ شيوخ وتلاميذ عبد الله بن هُرْمز اليماني، ونَقَلَ تَضْعِيف العلماء له.
وذكر (اليماني) في (١٦/ ٢٤٦)، وبَيَّن أنه أخرج له أبو داود في "المراسيل"، والترمذي، ثم قال: روى عن: سعيد، ومحمد ابْنَيْ عُبيد، عن أبي حاتم المُزَني، حديث "إذا جاءكم مَنْ تَرْضون دينه وخُلُقه .... الحديث"، وعن يزيد بن أَبِي الفتيان. وروى عنه: حاتم بن إسماعيل، ومحمد بن عَجْلان، وأنه ذكره ابن حبان في "الثقات". فدَلَّ هذا على أنه هو صاحبنا.
وقد نقل الشيخ/شعيب في حاشيته على "تهذيب الكمال"، أنه جاء في حواشي النُّسخ تَعْقِيْبٌ للمؤلف على صاحب "الكمال"، نصه: "خلط هذه الترجمة في الأصل بترجمة عبد الله بن مسلم بن هُرْمز، وذلك وَهْمٌ"، ونقل أيضًا عن المزي في ترجمة ابن مسلم المكي تَعَقُّبَه للمقدسي أنه خَلَطه بعبد الله بن هرمز الفَدَكي.
ونقل الشيخ/شعيب أيضًا في تعليقه على "جامع الترمذي" (ح/١٠٨٥) - وهو حديث الباب، من حديث حاتم بن إسماعيل، عن عبد الله بن هُرْمز، عن محمد وسعيد ابنيْ عُبيد، عن أَبِي حاتم المُزَنيّ … الحديث - فقال: في نسخٍ "عبد الله بن مسلم بن هُرمز" وهو خطأ نَبَّهَ عليه المزي، فقال: "وفيه عبد الله بن مسلم بن هُرْمز، كذا وقع في بعض النسخ المتأخرة من الترمذي، وهو خطأ، وفي الأصول القديمة الصحيحة: "عبد الله بن هرمز"، وهو الصواب، وهو غَيْر عبد الله بن مسلم بن هُرمز". ا. هـ.
قلتُ: وفي هذا إصرار - في غير موضعٍ - وتَثَبُّت من المزي - رحمه الله - على التفريق بينهما، وأنَّ صاحب روايتنا هو عبد الله بن هُرْمز اليَمانيّ الفَدَكي، وكلامه يدل على تحريرٍ ودقةٍ.
وكذلك الذهبي - رحمه الله - تَبِعَ المزي، وارتَضَى صنيعه في "الكاشف" فَفَرَّقَ بينهما ولم يتعقَّبه، فذكر (المكي) في (١/ ٥٩٨)، وذكر (اليماني) في (١/ ٦٠٥)، وأمَّا في سائر كتبه فقد ترجم (للمكي)، ولَمْ يذكر (اليماني)، ولمْ يُشِر في الأول إلى أنه هو الآخر. يُنظر له: "المُغني" (١/ ٥٠٩)، و"الميزان" (٢/ ٥٠٣).
بينما ذهب الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "تهذيب التهذيب"، والتقريب" إلى أنهما واحد، وأنَّ عبد الله بن هُرمز اليماني الفدكي، هو عبد الله بن مُسلم بن هُرْمز المكي. يُنظر: "تهذيب التهذيب" (المكي) في (٦/ ٢٩)، و (اليماني) في (٦/ ٦٢)، و"التقريب" (المكي) في (٣٦١٦)، واليماني في (ص/ ٤٣٦).
وقد اعتمد الحافظ ابن حجر رحمه الله - على ثلاثة أدلة، فَصَّلها في "تهذيب التهذيب"، وأَجْمَلَها في "التقريب"، نذكرها على إيجاز مع الجواب عنها، على النحو التالي:
قال: وقع في بعض نسخ الترمذي عبد الله بن مسلم بن هُرْمز، وعليه اعتمد ابن عساكر في "الأطراف".
قلتُ: وقد حَرَّر ذلك المزي - كما سبق - وبَيَّن أنَّ الصواب ما ثبت من النسخ القديمة للترمذي عبد الله بن هُرْمز، وأمَّا …

<<  <  ج: ص:  >  >>