وبهذا يتضح أنَّ الصواب في عبد الله بن هُرمز أنه الفَدَكي اليماني، وأنه ليس هو عبد الله بن مسلم بن هُرمز المكي. وهذا هو ما ذهب إليه مَنْ هم أكثر عددًا، وأَسْبق زمانًا وهم البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان، والمزي، ولعلَّ صنيع الذهبي عليه، وقد خالفهم الحافظ ابن حجر مع ضعف أدلَّته - كما بَيَّنَّاها - وقوة أدلتهم - خاصةً ما عرضه المزي، مع إصراره، وعرض ما يدل على تحريره، وتثبته في ذلك - فَيُقدّم قولهم عليه، مع اعترافنا للحافظ ابن حجر - رحمه الله، ورضي الله عنا وعنه، وأرضانا وأرضاه - بالفضل، والمكانة، وإجلالنا له، وافتخارنا بكونه قمرًا في سماء المحدثين. والحمد لله أولًا وأخيرًا، والله أعلم. (١) يُنظر: "سنن الترمذي" (ح/١٠٨٥) ك/ النكاح، ب/ ما جاء إذا جاءكم مَنْ ترْضوْن دينه فزوّجوه. (٢) يُنظر: "التاريخ الكبير" ٥/ ٢٢٢، "الجرح والتعديل" ٥/ ١٩٥، "الثقات" ٧/ ٥٩، "التهذيب" ١٦/ ٢٤٦، "الكاشف" ١/ ٦٠٥. (٣) قال أحمد، وابن معين، والنسائي، وأبو داود، وابن حجر، والذهبي: ضعيف. وزاد أحمد، وابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: ليس بقوي، يُكْتب حديثه. وقال ابن حبَّان: يَرْوي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، فوَجَبَ التنكيب عن روايته عند الاحتجاج. وسبق ذكر مصادر ترجمته عند التفريق بينه وبين عبد الله بن هُرْمز الفَدَكيّ.