للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سمعها أنها عُمِلَت تَعَمُّدًا، والذى عندي في سويد تَنَكُّب ما خالف الثقات من حديثه، والاعتبار بما روى مما لم يخالف الأثبات، والاحتجاج بما وافق الثقات، وهو ممن أستخير الله - عز وجل - فيه لأنه يقرب من الثقات. وقال البزَّار: ليس بالحافظ، ولا يُحتجّ به إذا انفرد. وقال البيهقي: ضعيفٌ لا يُقبل منه ما تفرَّد به.

- وقال أحمد، والذهبي: متروك الحديث. وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. وقال ابن معين، والنَّسائيُّ: ليس بثقة. وقيل لدُحَيم: سُوَيد ممَّن إذا دُفع إليه من غير حديثه قرأه على ما في الكتاب؟ قال: نعم.

وقال ابن حجر في "التقريب": ضعيفٌ. وفي "إتحاف المهرة": ضعيفٌ جدًّا. وفيه أيضًا: تعقَّب الحاكم في حديثٍ قال فيه: على شرط مسلم، فقال ابن حجر: لا والله، فسُويد قد تركاه جميعًا.

وقال الذهبي في "الميزان": هَرَّت ابن حبَّان سُويد، ثم آخر شيء قال: وهو ممَّن أستخير الله - عز وجل - فيه. فقال الذهبي مُعَقِّبًا: لا، ولا كرامة، بل هو واهٍ جدًا. (١)

- والحاصل: أنَّه "ضعيفٌ، يُعتبر به إذا تُوبع، وإلا فمُنْكرُ الحديث جدًّا عند المخالفة"، فقد ضعَّفه الجمهور: يحيى، وأبو حاتم، والنسائي، والبزَّار، والبيهقي، ويعقوب بن سفيان، والخلَّال، وابن حجر، وغيرهم، وقال الدَّارقطني: يُعتبر به. والتضعيف جدًّا له من البعض يُحْمل على ما انفردَ به، بدليل أنَّ الإمام أحمد لمَّا أنْكرَ على مَنْ صححَ له أحاديثه، قال له: أليس فيها حديث كذا؟، ولا شكَّ أنَّ خطأ الراوي في حديثٍ لا يكون سببًا في تركه. لذا قال ابن عدي قوْله السَّابق، وكذلك ابن حبَّان بعدما ضعَّفهُ جدًّا؛ قال: وهو ممَّنْ أستخير الله - عز وجل - فيه - لأنه يَقْرُب من الثِّقات -، والله أعلم.

٤) عاصم بن سُليْمان الأحْول، أبوعبد الرَّحمن البَصْريُّ.

روى عن: أنس بن مالك، وعامر الشَّعبي، ومحمد بن سيرين، وآخرين.

روى عنه: شعبة بن الحجَّاج، والسُّفيانان، وعبد الله بن المُبارك، وآخرون.

حاله: قال أحمد، وابن معين، والعِجْليُّ، وأبو زرعة، وابن المديني، وابن سعد، والذهبي، وابن حجر: ثِقَةٌ. وقال أحمد أيضًا: كان من الحفَّاظ للحديث، ثِقَةٌ. وقال الثوري: حفَّاظ البصرة ثلاثة: سُليمان التيْميّ، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند، وعاصم أحْفظهم. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وذكره ابن حبَّان في "الثقات". وقال ابن عديّ: لعاصم حديثٌ صالحٌ، ولمْ أرَ في حديثه حديثًا مُنْكرًا، ولا شيئًا فيه اضطراب إلا ما ذكرته، وهو عندي لا بأس به. وقال البخاري: ربّما شكّ في حديث أبي سعيد، لا يُتابَع عليْه. فالحاصل: أنَّه "ثِقَةٌ". (٢)

٥) أنس بن مالك: "صحابيٌّ جليلٌ، من المُكثرين"، تَقَدَّم في الحديث رقم (١٣).


(١) يُنظر: "التاريخ الكبير" ٤/ ١٤٨، "الجرح والتعديل" ٤/ ٢٣٨، "المجروحين" ١/ ٣٥٠، "الكامل" ٤/ ٤٩٠، "تاريخ دمشق" ٧٢/ ٣٤٥، "التهذيب" ١٢/ ٢٥٥، "تاريخ الإسلام" ٤/ ١١٢٣، "الميزان" ٢/ ٢٥١، "تهذيب التهذيب" ٤/ ٢٧٧، "التقريب" (٢٦٩٢)، "العلل الكبير" للترمذي (ص/٢٠٨)، "إتحاف المهرة" حديث (٨١٦ و ١٨٤٥٦)، "فتح الباري" لابن رجب ٤/ ١٣.
(٢) "التاريخ الكبير" ٦/ ٤٨٤، "الثقات" للعجلي ٢/ ٨، "الجرح والتعديل" ٦/ ٣٤٣، "الثقات" ٥/ ٢٣٧، "الكامل" ٦/ ٤٠٩، "تاريخ بغداد" ١٤/ ١٦٥، "التهذيب" ١٣/ ٤٨٥، "تذكرة الحفاظ" (ص/١٤٩)، السِّيَر" ٦/ ١٤، "الميزان" ٢/ ٣٥٠، "التقريب" (٣٠٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>