للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السادس: أن يكون تحديد جنس الجنين بتراضي الوالدين: الأب والأم. لأن لكل واحد منهما حقًا في الولد فإن اختلفا، فالأصل بقاء الأمر على حاله دون تدخل في التحديد درئًا لمفسدة الشقاق.

السابع: اعتقاد أن هذه الوسائل ما هي إلا أسباب وذرائع لإدراك المطلوب لا تستقل بالفعل ولا تخرج عن تقدير الله وإذنه، فلله الأمر من قبل ومن بعد: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩)} (١).

أما من يرى التحريم فدليله ما في هذه العملية من مفاسد جمة لا تقابل المصلحة المترتبة عليها ولا ضرورة في حرمان الوالدين من جنس من الجنسين تستدعي منهم ارتكاب كل هذه المخاطر، من كشف العورة المغلظة واحتمال اختلاط الأنساب وكثرة النفقات وتعرض الجنين للأمراض والخطر وامتهان الإنسان والاختلال في التوازن الطبيعي بين الجنسين وأننا لو أبحنا ذلك بضوابط فإن هذه الضوابط في الواقع لن تطبق لقلة الثقة من الأطباء وعدم قدرة جل الناس على تمييز الثقة من غيره منهم، وأنه يغلب على الظن أن الناحية المادية هي التي ستكون الغالبة، في مثل هذه المسألة على الناحية الدينية والخلقية لا سيما في هذا الزمان فلم لا يرضى الإنسان بما قسم الله له ويترك الأمر لله ويجتهد في الدعاء ويأخذ بالأسباب الأخرى التي لا تشتمل على هذه المحاذير.

وقد يجعل الله في الأنثى من البركة والخير ما لا يوجد في ذكور كثيرين وقد كان لنبينا - صلى الله عليه وسلم - البنات دون البنين فإنهم ماتوا في الصغر، وكذلك لوط - عليه السلام - فِمَن رُزِقَ بالإناث دون الذكور فليتذكر ذلك، وأن الله تعالى قال في شأن الزوجات {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (١٩)} (٢). (٣)

• وهذا الحديث يُعتبر من الإعجاز النبوي، إذ تحدَّث به النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان، وظلّ علماء الإسلام يفسّرون هذا الحديث ويتكلّمون به، ولم يصل إلى معرفته أحد من علماء الطب إلا في العصر الحديث. (٤)

* * *


(١) سورة "الشورى"، آية (٤٩).
(٢) سورة "النساء"، آية (١٩).
(٣) يُنظر: "رؤية شرعية في تحديد جنس الجنين"، و"تحديد جنس الجنين - دراسة شرعية طبية" د/ عبد الرشيد قاسم.
(٤) يُنظر: "الإعجاز العلمي في السنة النبوية" د/ صالح بن أحمد رضا (ص/٥٥)، و"موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة" ليوسف الحاج أحمد (ص/١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>