للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شواهد للحديث:

- وللحديث شواهد من حديث حذيفة بن اليمان، وابن مسعود، وأنس بن مالك - رضي الله عنهم -، لكنّ الحديث لا يثبت بشيءٍ منها، لأنها تدور ما بين الموضوع، وشديد الضَّعف، وكلاهما لا يصح الاعتبار به. (١)

- وأمَّا جملة "مَنْ لم يَهْتَم بالمُسْلِمِيْن فَلَيْسَ مِنْهُم"، فلها شاهدٌ من حديث حذيفة بن اليمان، أنَّ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ، وَمَنْ لَمْ يُصْبِحْ وَيُمْسِ نَاصِحًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِكِتَابِهِ ولإِمَامِهِ ولِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ". والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٧٤٧٣)، وفي "الصغير" (٩٠٧) - ومن طريقه الأصبهاني في "تاريخ أصبهان" (٢/ ٢٥٢) -، من طريق عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن الرَّبيع بن أنس، عن أبي العالية، عن حذيفة - رضي الله عنه -، فذكره.

وقال الطبراني: لا يُرْوَى هذا الحديثُ عن حُذَيْفَةَ إلا بهذا الإسناد، تَفَرَّدَ به: عبدُ اللَّهِ بن أبي جَعْفَرٍ.

وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن أبي جعفر الرازي، ضعَّفه محمد بن حُميد، ووثَّقَهُ أبو حاتم، وأبو زرعة، وابن حبَّان. (٢) قلتُ: وقال الحافظ في "التقريب": صدوقٌ يُخْطئ. (٣) وقال الألباني: ضعيفٌ. (٤)

فهذا من أَمثل الشواهد لهذه الجملة.

- قلتُ: ويُغني عن هذا الحديث جميع الشواهد من الآيات القرآنية، وما صحّ من الأحاديث النبوية، التي تحذّر المسلمين من الرُّكون إلى الدّنيا، والاغترار بها، قال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (٢٠)} (٥)

وعن ابن مسعود، أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا".

أخرجه الترمذي، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيح. (٦) وكتاب الرقاق من "الصحيحين" خير شاهدٍ على هذا.

وكذلك الشواهد الكثيرة من الكتاب والسنة، التي تدعو المؤمنين إلى التحابّ والتراحم ومراعاة الأخوَّة


(١) وللمزيد: يُنظر: "اللآلئ المصنوعة" للسيوطي ٢/ ٣١٦ - ٣١٧، "الموضوعات" لابن الجوزي ٣/ ١٣٢، التعليق على "مختصر تلخيص الذهبي" لابن الملقن، بتحقيق د/ سعد بن عبد الله آل حُميْد (١٠١٤ و ١٠١٨)، "السلسلة الضعيفة" للألباني (٣٠٩ و ٣١٠ و ٣١١ و ٣١٢).
(٢) يُنظر: "مجمع الزوائد" (١/ ٨٧).
(٣) يُنظر: "التقريب" (٣٢٥٧).
(٤) يُنظر: "السلسلة الضعيفة" برقم (٣١٢).
(٥) سورة "الحديد"، آية (٢٠).
(٦) أخرجه الترمذي في "سننه" (٢٣٧٧)، ك/ الزهد، ب/ برقم (٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>