للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المَمْدُوحَ الّذي قد وَرَدَتِ الأحاديثُ بِفَضْله والحثِّ عليه هو الصَّفُّ الّذي يَلِي الإمام سواءٌ جاء صاحبُهُ مُتَقَدِّمًا أو مُتَأخِّرًا، وسواءٌ تخلّلهُ مَقْصُورة ونحوها أم لا، هذا هو الصَّحِيحُ الذي يقتضِيه ظواهر الأحاديث، وصرَّح به المُحَقِّقُون.

وقال طائفة من العُلماء: الصَّفُّ الأوَّلُ: هو المُتَّصل من طرف المسجد إلى طرفه لا يَتَخَلَّله مَقْصورةٌ ونحوها، فإنْ تخلَّل الذي يلي الإمام شيء فليس بأول، بل الأول مالا يتخلَّله شيْءٌ، وإنْ تأخَّر.

وقيل: الصَّفُّ الأوَّلُ عبارةٌ عن مجيء الإنسان إلى المسجد أوَّلًا وإنْ صلَى في صَفٍّ مُتَأَخِّرٍ. وهذان القولانِ غَلَطٌ صَرِيحٌ وإنَّمَا أذكُرُه ومثلهُ لأنبِّه على بُطْلَانه لِئَلَّا يُغْتَرَّ به - واللَّهُ أعْلمُ -. (١)

* * *


(١) يُنظر: "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" (٤/ ١٥٩ - ١٦٠)، "كشف المشكل من حديث الصحيحين" لابن الجوزي ٣/ ٤٦٠، "فتح الباري" لابن رجب ٦/ ٢٧٥ - ٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>