للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإِيمَانَ] (١) قَبْلَ الْقُرْآنِ، وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فَيَتَعَلَّمُ حَلالَهَا وَحَرَامَهَا، وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يقف عِنْدَهُ مِنْها، كَمَا تَعْلَمُونَ أَنْتُمُ الْقُرْآنَ، ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُ رِجَالا يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ قَبْلَ الإيمان، فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَة الكتاب إِلَى خَاتِمَتِهِ، مَا يَدْرِي مَا آمِرُهُ، ولا زَاجِرُهُ، وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهُ، ويَنْثُرُهُ نَثْرَ الدَّقَلِ.

[١٧] وعن زَيْدٍ، عن القاسم بن عوفٍ، عن عَلِيِّ بن حُسَيْنٍ، قال: حَدَّثَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ زَوج النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّ النَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَما هُوَ فِي بَيْتِهَا، وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَمْ صَدَقَةُ كَذَا وَكَذَا مِنَ التَّمْرِ؟ قَالَ: «كَذَا وَكَذَا». فَقَالَ الرَّجُلُ: فَإِنَّ فُلَانًا تَعَدَّى عَلَيَّ، فَأَخَذَ مِنِّي كَذَا وَكَذَا، زاد صَاعًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَكَيْفَ إِذَا سَعَى عَلَيْكُمْ مَنْ يَتَعَدَّى عَلَيْكُمْ أَشَدَّ مِنْ هَذَا؟». فَقَالَ الرَجُلٌ: فكَيْفَ بنا يَا رَسُولَ اللهِ إِذَا كَانَ رَجُلٌ مِنَّا غَائِبًا فِي إِبِلِهِ وَمَاشِيَتِهِ وَزَرْعِهِ ونخله، فَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ، فَتَعَدَّى عَلَيْهِ الْحَقُّ، فَكَيْفَ يَصْنَعُ يا رسول الله؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَة بها نفسه، يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللهِ، وَالدَّارَ الْآخِرَةِ، فلَمْ يغيب منها شَيْئًا، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وأَدَّى الزَّكَاةَ، فَتَعَدَّى عَلَيْهِ الحَقُّ، فَأَخَذَ سِلَاحه فَقَاتَلَ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ».

[١٨] وعن زَيْدٍ، عن عَدِيِّ بن ثابتٍ، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: «مَنْ تَطَهَّرْ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بِيُوتِ اللَّهِ لِيُؤَدِّيَ فَرِيضَةَ اللَّهِ، فَخُطُوَتاهُ [١/ ٦٢/ب] إِحْدَيهما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالْأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً».

وأشار المحقق الفاضل في (٥/ ١٤٤)، عقب الحديث رقم (٤٩٠٥)، أنَّ هناك سقط في مصورته، وبيانه كالآتي: أمَّا آخر الحديث رقم (٤٩٠٥) - والذي استدركه المحقق مِنْ "المعجم الصغير"، فمتنه في "الأوسط" كما ذكره، وأمَّا كلام الطبراني عقب الحديث فجاء في أصل "الأوسط" كالآتي:

لم يَرو هذا الحديث عن نُعيم المُجمر إلا أبو الحويرث - واسمه عبد الرحمن بن معاوية -، ومحمد بن عَمرو بن طلحة، ولم يَروه عن أبي الحويرث إلا موسى بن يعقوب، ولا عن موسى بن يعقوب إلا ابن أبي مريم؛ وأمَّا حديث محمد بن عمرو بن طلحة فرواه عبد الله بن جعفر المديني.

[١] حدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح، قال: نا سَعِيدُ بن أبي مَرْيَمَ، قال: نا مُوسَى بن يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانُ - مَوْلَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْأَحمس الْغَطَفَانِيُّ -، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ، فيُمَضْمض إلا خرج مع قطر الماء كل سيئةٍ تَكَلَّم بها لسانه، وَلا يَسْتَنْشِقُ إِلا خَرَجَ مَعَ قَطْرِ الْمَاءِ كُلُّ سَيِّئَةٍ وَجَدَ رِيحَهَا بِأَنْفِهِ، ولا يَغْسل وَجْهَهُ إِلَّا تَنَاثَرَ مِنْ عَيْنَيْهِ مَعَ قَطْرِ الْمَاءِ كُلُّ سَيِّئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِهِمَا، وَلا يَغْسِلُ شَيْئًا مِنْ رِجْلَيْهِ إِلا خَرَجَ مَعَ قَطْرِ الْمَاءِ كُلُّ سَيِّئَةٍ، مَشَى بِهِمَا إِلَيْهَا، فَإِذَا خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا حَسَنَةً، وَمُحِيَ عَنْهُ سَيِّئَةً، حَتَّى يَأْتِيَ مَقَامَهُ».

* لمْ يَرْوِ هذا الحديث عن عبَّاد بن أبي صالح إلا موسى بن يعقوب، تفرَّد به ابن أبي مريم.


(١) ما بين المعقوفتين لم أستطع بيانه من الأصل، والحديث في "مجمع البحرين" (٢٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>