للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بن الربيع: "رُفِعَتْ خَطَايَاهُمَا عَلَى رؤوسهما فَتَحَاتَّتْ كَمَا تَتَحَاتُّ أَوْرَاقُ الشَّجَرِ".

وقال الترمذي: هذا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أبي إسحاق عن البَرَاءِ، وقد رُوِيَ عن البَرَاءِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ. وقال الذهبي: والأجلح وسطٌ. وعَدَّ هذا الحديث مِنْ غرائبه عن أبي إسحاق. (١) قلتُ: بل تُوبع عليه.

قلتُ: الحديث بهذا الوجه فيه: أبو إسحاق السَّبيعيّ ثِقَةٌ، إمامٌ، لكنَّه مُدَلِّسٌ، فلا بد أن يُصرِّح بالسَّماع، وقد رواه بالعنعنة، واختلط بآخرة، فلا يُقبل حديثه إلا مِنْ رواية القدماء عنه، والرواة عنه في هذا الحديث مِمَّن لم يَتَمَيَّز حديثهم هل رووا عنه قبل الاختلاط أم بعده. (٢)

- وأخرجه ابن وهبٍ في "الجامع" (٢١٥)، قال: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عطاء بن أبي مسلم، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، بنحوه. قلتُ: وفي سنده عُثْمَان بن عطاء بن أبي مُسلم "ضَعيفٌ". (٣)

- وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (٧٨٧)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٣/ ٣٩٦)، وأبو داود في "سننه" (٥٢١١) ك/الأدب، ب/المصافحة - ومِنْ طريقه البيهقي في "الكبرى" (١٣٥٧٠)، وابن عبد البر في "التمهيد" (٢١/ ١٤) -، ويعقوب الفسوي في "مشيخته" (١٣٨)، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (١١٢)، وأبو يعلى في "مسنده" (١٦٧٣)، والرويانيُّ في "مسنده" (٤٢٨)، والدولابي في "الكنى" (٨٦٣)، وابن السنيّ في "عمل اليوم والليلة" (١٩٤)، والبيهقي في "الكبرى" (١٣٥٦٩)، وفي "الآداب" (٢٦٨)، وفي "الشعب" (٨٩٥٦)، والضياء المقدسي في "المصافحة" (٣)، والمزيُّ في "تهذيب الكمال" (١٠/ ٨٠ - ٨١).

كلهم مِنْ طريقين عن أَبِي بَلْجٍ يحيى بن سُليم الكوفي، عَنْ زَيد بْن أَبي الشَّعثاء أَبو الحَكَم العَنَزيّ (٤)، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا لَقِيَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ فَصَافَحَهُ وَحَمِدَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَاسْتَغْفَرَاهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُمَا».

قلتُ: والحديث بهذا الوجه: فيه زيد بن أبي الشَعْثاء، قال الذهبي: يروي عن البراء في المصافحة، وعنه أبو بَلْج وحده، لا يُعرف. وقال ابن حجر: مقبولٌ - أي إذا تُوبع، وإلا فليّن الحديث -. (٥)


(١) يُنظر: "الميزان" (١/ ٧٩).
(٢) وقد سبقت ترجمته في الحديث رقم (٩).
(٣) يُنظر: "التقريب" (٤٥٠٢).
(٤) هكذا رواه هُشَيم بن بَشير، وتابعه أبو عوانة الوَضَّاح بن عبد الله اليَشْكُريّ، عن أبي بَلْجٍ، عن زيد بن أبي الشعثاء، عن البراء - رضي الله عنه -؛ وخالفهما زُهير بن مُعاوية: فأخرجه أحمد في "مسنده" (١٨٥٩٤)، مِنْ طريق زُهير، عن أبي بَلْجٍ، عن أبي الحكم علي البصري، عن أبي بحر، عن البراء. وظاهر كلام البخاري، والذهبي، وابن حجر يُشير إلى ترجيح رواية هُشَيم لمتابعة أبي عوانة له. يُنظر: "التاريخ الكبير" (٣/ ٣٩٦)، "ميزان الاعتدال" (٢/ ١٠٤)، "تعجيل المنفعة" (٢/ ٢٧). بينما ذهب الإمام أبو حاتم إلى جعل رواية زُهير محفوظة أيضًا، باعتبارها مِنْ زيادة الثقة المقبولة، فقال في "العلل" (٦/ ٦٣/مسألة ٢٣١٨): قد جوَد زهير هذا الحديث، ولا أعلم أحداً جوَد كتجويد زهير هذا. وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: هو محفوظ؟ قال: زهير ثقة.
قلتُ: وعلى كل حال، فالحديث أينما دار فإنَّما يدور على زيد بن أبي الأشعث، وهو "مجهولٌ".
(٥) يُنظر: "الجرح والتعديل" ٣/ ٥٦٥، "الثقات" ٤/ ٢٤٨، "تهذيب الكمال" ١٠/ ٧٩، "الميزان" ٢/ ١٠٤، "التقريب" (٢١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>