وقال ابن حبَّان في "الثقات" (٧/ ٩٧ - ٩٨): كان عبد الملك مِنْ خِيَار أهل الكوفة وحُفَّاظِهم، والغالب على مَنْ يحفظ ويحدِّث مِنْ حفظه أن يهم، وليس مِنْ الإنصاف ترك حديث شيخٍ ثبت صحت عَدَالَته بأوهام في رِوَايَته، ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حَدِيث الزُّهْرِيّ وابن جُريج والثَّوري وشُعْبَة لأنَّهم أهل حفظٍ وإتقانٍ، وكانوا يُحَدِّثُونَ مِنْ حفظهم، ولم يكونوا معصومين حتَّى لا يَهِمُوا في الرِّوَايَات، بل الاحتياط والأولى في مثل هذا قبُول ما يَرْوى الثبت مِنْ الرِّوَايَات، وترك ما صَحَّ أَنَّهُ وَهِمَ فِيهَا ما لم يفحش ذلك مِنْهُ حتَّى يَغْلب على صَوَابه فإن كان كذلك استحق التّرْك حِينَئِذٍ. وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٢/ ١٣٥): قد أساء شعبة في اختياره حيث حدَّث عن محمَّد بن عُبَيد الله العرزمي، وترك التحديث عن عَبد المَلِك بن أَبي سُلَيْمان، لأن محمد بن عُبَيد الله لم يختلف الأئمة من أهل الأثر في ذهاب حديثه وسقوط روايته، وأما عَبد المَلِك فثناؤهم عليه مستفيض وحسن ذكرهم له مشهور. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (٣/ ٩١٩): وقد أنكر عليه شُعْبَةُ حَدِيثَهُ فِي الشُّفْعَةِ، وَهُوَ حَدِيثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ. (٣) يُنظر: "الثقات" للعِجْلي ٢/ ١٠٣، "الجرح والتعديل" ٥/ ٣٦٦، "الثقات" لابن حبَّان ٧/ ٩٧، "تاريخ بغداد" ١٢/ ١٣٢، "تهذيب الكمال" ١٨/ ٣٢٢، "المغني في الضعفاء" ١/ ٥٧٤، "تاريخ الإسلام" ٣/ ٩١٨، "الميزان" ٢/ ٦٥٦، "التقريب" (٤١٨٤).