وَهُوَ قَوْلُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَشُرَيْحٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَمَكْحُولٍ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَوْلٌ آخَرُ - أَنَّ الثَّنَايَا وَالرَّبَاعِيَّاتِ وَالْأَنْيَابِ خَمْسٌ خَمْسٌ، وَفِي سَائِرِ الْأَضْرَاسِ - وَهِيَ الطَّوَاحِينُ - بَعِيرٌ بَعِيرٌ - وَهُوَ الثَّابِتُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
وَقَوْلٌ آخَرُ - إنَّ الطَّوَاحِينَ مُفَضَّلَةٌ عَلَى الثَّنَايَا وَالرَّبَاعِيَاتِ. وَهُوَ قَوْلٌ صَحَّ عَنْ مُعَاوِيَةَ، كَمَا أَوْرَدْنَا.
وَقَوْلٌ رَابِعٌ - وَهُوَ قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ: إنَّ فِي الْأَسْنَانِ خَمْسًا خَمْسًا، وَفِي الْأَضْرَاسِ بَعِيرَانِ بَعِيرَانِ.
وَقَوْلٌ آخَرُ - وَهُوَ أَنَّ فِي الثَّنِيَّةِ خَمْسًا مِنْ الْإِبِلِ، ثُمَّ تَفْضُلُ عَلَى الَّتِي تَلِيهَا وَتَفْضُلُ الَّتِي تَلِيهَا عَلَى الَّتِي تَلِيهَا، وَهَكَذَا إلَى آخِرِ الْفَمِ وَهُوَ قَوْلُ طَاوُسٍ.
قَالَ عَلِيٌّ: فَلَمْ يُحْصَلْ مِنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ إلَّا عَلَى أَخْبَارٍ مُرْسَلَةٍ لَا تَصِحُّ، وَلَوْ صَحَّتْ لَكَانَ الْحَاضِرُونَ مِنْ خُصُومِنَا مُخَالِفِينَ لَهَا كَمَا ذَكَرْنَا - وَمِنْ الْبَاطِلِ احْتِجَاجُ الْمَرْءِ بِخَبَرٍ لَا يَرَاهُ عَلَى نَفْسِهِ حُجَّةً، وَهُوَ عِنْدَهُ حُجَّةٌ، لَا حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَا يَرَاهُ حُجَّةً فِي شَيْءٍ أَصْلًا.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: لَكِنَّا نَقُولُ - قَوْلَ مَنْ يَدْرِي وَيُوقِنُ أَنَّ قَوْلَهُ وَكِتَابَهُ مَعْرُوضَانِ عَلَيْهِ [فِي] يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمَا -: إنَّ الْخَطَأَ فِي السُّكُوتِ بِالْجَهْلِ أَسْلَمُ مِنْ الْخَطَأِ فِي الْحُكْمِ فِي الدِّينِ بِالْجَهْلِ، بَلْ السُّكُوتُ لِمَنْ لَمْ يَعْلَمُ فَرْضٌ عَلَيْهِ وَاجِبٌ، وَالْقَوْلُ بِمَا لَا يَعْلَمُ حَرَامٌ عَلَى النَّاسِ.
فَنَقُولُ - وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ: وَإِنَّهُ إنْ لَمْ يَصِحَّ فِي إيجَابِ الدِّيَةِ فِي الْخَطَأِ فِي السِّنِّ إجْمَاعٌ مُتَيَقَّنٌ، فَلَا يَجِبُ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ أَصْلًا، لِمَا قَدْ ذَكَرْنَاهُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب: ٥] .
وَلِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute