للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمؤنث، فإن الألف لا تحذف معهما إذا اتصلت بهما ها التنبيه، فيكتب هاتا وهاتي وهاتان.

وذكر أحمد بن يحيى: أنها حذفت من هأنتم وهأنا وهأنت أيضا، فتكتب بألف واحدة بعد الهاء في جميع ذلك. قال: وهو القياس؛ وكان الأصل أن تكتب بألفين على هذه الصورة: ها أنتم وها أنا وها أنت؛ ثم تلي الهمزة. ودليل أن ألف ها قد حذفت من ها التنبيه في غير اتصالها بذا وما والاها من رسم المصحف في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم: في النور أيّه المؤمنون وفي الزخرف يا ايّه السّاحر وفي الرحمن أَيُّهَ الثَّقَلانِ.

قال ابن قتيبة: ويكتب أيها الرجل وأيها الأمير بالألف وإن كان قد كتب في القرآن الكريم بالألف وغير الألف لاختلافهم في الوقف عليها.

(ومنها) تحذف من ثمانية عشر وثماني نساء، بخلاف ما إذا حذفت الياء منها نحو ثمان عشرة وعندي من النساء ثمان فإنه لا تحذف الألف، بل تكتب على هذه الصورة: «ثمان عشرة وعندي من النساء ثمان» لأنه قد حذف منه الياء فلو حذف الألف، لتوالى الحذف فيكثر؛ فمثل قول الشاعر «١» :

ولقد شربت ثمنيا وثمنيا ... وثمان عشرة واثنتين وأربعا

يكتب الأوّلان بغير ألف والثالثة بالألف. وفي ثمانين وجهان: أحدهما إثبات الألف بعد الميم فيها، لأنه قد حذف منه الياء إذ الياء في ثمانين ليست ياء ثمانية، لأنها حرف الإعراب المنقلب عن الواو في حالة الرفع، فلو حذفت الألف أيضا لتوالى فيه الحذف. والوجه الثاني الحذف، لأن الياء منه كأنها لم تحذف بدليل أنه قد عاقبتها ياء أخرى فهما لا يجتمعان، فكأن الياء موجودة إجراء للمعاقب مجرى المعاقب. وإذا قلت ثمانون بالواو، فحكمه حكم ثمانين بالياء في جواز الوجهين.

<<  <  ج: ص:  >  >>