القبلة، وباب المقام «١» من القبلة أيضا، وباب النّيرب «٢» من الشرق، وباب الأربعين من الشرق أيضا، وباب النصر «٣» من بحريّها، وباب الجنان من غربيها، وباب أنطاكية من غربيها أيضا؛ وهي الآن في غاية ما يكون من العمارة وحسن الرونق والبهجة، ولعلها قد فاقت أيام بني حمدان؛ ولم يزل نائبها من أكابر الأمراء المتقدّمين من الدولة الناصرية فما قبلها إلى الآن، وقد زادت رتبته عما كان عليه في الأيام الناصرية؛ وهي ثانية دمشق في الرتبة؛ ومعاملاتها على ما تقدّم في دمشق من الدراهم والدنانير والفلوس وصنجة الذهب والفضة. غير أن الفلوس الجدد «٤» لم ترج بها بعد، ورطلها سبعمائة وعشرون درهما بالصّنجة الشامية «٥» ، كلّ أوقية ستون درهما، ومعاملاتها معتبرة بالمكّوك «٦» ، ولا تعرف فيها الغرارة «٧» ، ولا في شيء من أعمالها؛ وتختلف بلادها في المكّوك اختلافا متباينا في الزيادة والنقص.
قال في «مسالك الأبصار» : والمعدّل فيها أن يكون كل مكّوكين ونصف غرارة وما بين ذلك وكل ذلك تقريبا.
قلت: وأخبرني بعض أهلها أن المكّوك بنفس مدينة حلب معتبر بسبع