وخمس وعشرون دقيقة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. وقال في «تقويم البلدان» : القياس أن طولها سبع وخمسون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وعشرون دقيقة، وقيل غير ذلك؛ وقد خربت بعد أن استرجعها المسلمون من الفرنج في سنة تسعين وستمائة في الدولة الأشرفية «خليل بن قلاوون» ؛ وبها مسجد ينسب لصالح عليه السلام، وبينها وبين طبريّة أربعة وعشرون ميلا، وكانت هي قاعدة هذا الساحل قبل صفد. فلما خربت أقيمت صفد مقامها وصارت هي ولاية.
السابع- (عمل صور) - بضم الصاد المهملة وسكون الواو وراء مهملة في الآخر- وهي مدينة قديمة بساحل دمشق، واقعة في الإقليم الثالث. قال في «الأطوال» : طولها ثمان وخمسون درجة وخمس وثلاثون دقيقة، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وثنتان وثلاثون دقيقة. وقال في «تقويم البلدان» : القياس أن طولها سبع وخمسون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وخمس دقائق.
وبناؤها من أعظم أبنية الدنيا؛ وكانت من أحصن الحصون التي على ساحل البحر؛ فلما فتحها المسلمون في سنة تسعين وستمائة مع عكّا خرّبوها خوفا أن يتحصن بها العدو، وهي خراب إلى الآن. ويقال إنها أقدم بلد بالساحل، وإن عامة حكماء اليونان منها. قال الشريف الإدريسيّ «١» : وكان بها مرسى، يدخل إليه من تحت قنطرة عليها سلسلة تمنع المراكب من الدخول. قال في «التعريف» :
وبصور كنيسة يقصدها ملوك من البحر عند تمليكهم فيملّكون ملوكهم بها، إذ لا يصح تمليكهم إلا منها. قال: وشرطهم أن يدخلوها عنوة، ولذلك لا يزال عليها الرّقبة، ومع ذلك يأتونها مباغتة فيقضون أربهم منها ثم ينصرفون، وسكّان هذا العمل رافضة لا يشهدون جمعة ولا جماعة.