لملك واحد في الإسلام؛ ثم ملكها بعده مع مصر ابنه (خمارويه) ؛ ثم (هارون «١» بن خمارويه) ، وكان طغج بن جف نائبا عنهما بها، وفي أيام هارون تغلبت القرامطة على دمشق؛ ثم انتزعها منهم (المكتفي بالله) خليفة بغداد في سنة إحدى وتسعين ومائتين، وأقام عليها (أحمد بن كيغلغ) أميرا، فبقي بها بقية أيام المكتفي، ثم أيام المقتدر، ثم أيام الظاهر. فلما ولي الراضي الخلافة، عزله عنها في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وولّى عليها (الأخشيد) وهو محمد بن طغج بن جف، وذلك قبل أن يلي مصر في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة فاستناب على دمشق بدرا الأخشيديّ، فانتزعها منه (محمد بن رائق) في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، واستخلف عليها (أبا الحسين أحمد بن عليّ بن مقاتل) في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، ثم انتزعها منه (الأخشيد) المقدّم ذكره بعد ذلك وبقيت معه حتّى مات في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، فوليها بعده ابنه (أنوجور) وهو صغير، وقام بتدبير دولته كافور الأخشيديّ الخادم، ثم انتزعها منه (سيف الدولة بن حمدان) صاحب حلب الآتي ذكره، ثم انتزعها منه (كافور الأخشيديّ) المقدّم ذكره وولّى عليها بدرا الأخشيديّ الذي كان بها أولا، فأقام بها سنة؛ ثم وليها (أبو المظفّر بن طغج، ثم لما مات أنوجور بن طغج، ملكها مع مصر أخوه (عليّ بن طغج) ثم (كافور) بعده، ثم (أحمد بن عليّ بن الأخشيد) بعده، وهو آخر من ملك منهم على ما تقدّم في الكلام على ملوك مصر.
ثم كانت الدولة الفاطمية بمصر: فملكها «٢»(جوهر) قائد المعزّ الفاطميّ وخطب بها لمولاه المعز وأذّن بحيّ على خير العمل في سنة تسع وخمسين