مزيد إلى الهضب المعروف بهضب الراقي، وربما طاب لهم البر وامتدّ بهم المرعى أوان خصب الشتاء فتوسعوا في الأرض وأطالوا عدد الأيام والليالي حتّى تعود مكة المعظمة وراء ظهورهم، ويكاد سهيل يصير شامهم، ويصيرون مستقبلين بوجوههم الشام. وقد تشعب آل مرا أيضا شعبا كثيرة، وهم آل أحمد بن حجّي وفيهم الإمرة، وآل مسخر «١» ، وآل نميّ، وآل بقرة، وآل شمّاء.
وممن ينضاف إليهم ويدخل في إمرة أمرائهم حارثة، والحاص، ولام، وسعيدة، ومدلج، وقرير، وبنو صخر، وزبيد حوران: وهم زبيد صرخد، وبنو غنيّ، وبنو عزّ قال: ويأتيهم من عرب البرية آل طفير، والمفارجة، وآل سلطان، وآل غزيّ، وآل برجس، والخرسان، وآل المغيرة، وآل أبي فضيل، والزرّاق، وبنو حسين الشرفاء، ومطين «٢» ، وخثعم، وعدوان، وعنزة. قال: وآل مرا أبطال مناجيد، ورجال صناديد، وأقيال قل «كونوا حجارة أو حديدا» ، لا يعدّ معهم عنترة العبسيّ، ولا عرابة الأوسيّ «٣» ، إلا أن الحظ لحظ بني عمهم [ «٤» ] مما لحظهم، ولم تزل بينهم نوب الحرب، ولهم في أكثرها الغلب. قال الشيخ شهاب الدين أبو الثناء محمود الحلبيّ رحمه الله: كنت في نوبة حمص في واقعة التتار جالسا على سطح باب الإصطبل السلطانيّ بدمشق إذ أقبل آل مرا زهاء أربعة آلاف فارس شاكين في السلاح على الخيل المسوّمة، والجياد المطهمة، وعليهم الكزغندات الحمر الأطلس المعدنيّ، والديباج الروميّ، وعلى رؤوسهم البيض، مقلّدين بالسيوف، وبأيديهم الرماح كأنهم صقور على صقور، وأمامهم العبيد تميل على الركائب، ويرقصون بتراقص المهارى، وبأيديهم الجنائب، التي إليها عيون الملوك صورا؛ ووراءهم الظعائن والحمول، ومعهم مغنّية لهم تعرف بالحضرمية