بذلك لقلة مائها أخذا من قولهم امتكّ الفصيل ضرع أمه إذا امتصه، وقيل لأنها تمكّ الذنوب بمعنى أنها تذهب بها، ويقال لها أيضا (بكّة) بإبدال الميم باء موحدة. وبه نطق القرآن أيضا في قوله تعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ
«١» قال الليث: «٢» سميت بذلك لأنها تبكّ أعناق الجبابرة أي تدقّها والبك الدّق؛ وقيل بالميم الحرم كلّه وبكّة المسجد خاصة، حكاه الماورديّ عن الزهريّ وزيد بن أسلم؛ وقيل بالباء اسم لموضع الطواف، سمي بذلك لازدحام الناس فيه والبكّ الازدحام. ومن أسمائها أيضا (أمّ القرى) و (البلد الأمين) و (أم رحم) بضم الراء وإسكان الحاء المهملتين لأن الناس يتراحمون فيها ويتوادعون؛ و (صلاح) مبنيّ على الكسر كقطام ونحوه؛ و (الباسّة) لأنها تبسّ الظالم أي تحطمه؛ و (الناسّة) بالنون لأنها تنسّ الملحد فيها أي تطرده؛ و (النّسّاسة) لذلك أيضا؛ و (الحاطمة) لأنها تحطم الظالم كما تقدّم؛ و (الرأس) و (كوثى) بضم الكاف وفتح المثلثة؛ و (القدس) و (القادس) و (المقدّسة) . قال النوويّ: وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، ولذلك كثرت أسماء الله تعالى وأسماء رسوله صلّى الله عليه وسلّم وقد تقدّم أنها من جملة الحجاز. وحكى ابن حوقل عن بعض العلماء أنها من تهامة ورجحه في «تقويم البلدان» . وموقعها في الإقليم الثاني من الاقاليم السبعة. قال في «كتاب الأطوال»«٣» : طولها سبع وستون درجة وثلاث عشرة دقيقة، وعرضها إحدى وعشرون درجة وأربعون دقيقة. وقال في «القانون»«٤» : طولها سبع وستون درجة فقط، وعرضها إحدى وعشرون درجة وعشرون دقيقة. وقال في «رسم المعمور»«٥» : طولها سبع وستون درجة، وعرضها إحدى وعشرون. وقال كوشيار:«٦»