طولها سبع وستون درجة وعشر دقائق، وعرضها إحدى وعشرون درجة وأربعون دقيقة. وقال ابن سعيد: طولها سبع وستون درجة وإحدى وثلاثون دقيقة، وعرضها إحدى وعشرون درجة وعشرون دقيقة. وهي مدينة في بطن واد والجبال محتفّة بها، فأبو قبيس مشرف عليها من شرقيها وأجياد بفتح الهمزة مشرف عليها من غربيها. قال الجوهريّ: سمي بذلك لموضع خيل تبّع منه. قال في «الروض المعطار» : وسعتها من الشمال إلى الجنوب نحو ميلين، ومن أسفل أجياد إلى ظهر جبل قعيقعان مثل ذلك. قال الكلبيّ: ولم يكن بها منازل مبنية في بدء الأمر؛ وكانت جرهم والعمالقة حين ولايتهم على الحرم ينتجعون جبالها وأوديتها ينزلون بها؛ ثم جاءت قريش بعدهم فمشوا على ذلك إلى أن صارت الرياسة في قريش لقصيّ بن كلاب فبنى دار النّدوة، يحكم فيها بين قريش؛ ثم صارت لمشاورتهم وعقد الألوية في حروبهم؛ ثم تتابع الناس في البناء، فبنوا دورا وسكنوها، وتزايد البناء فيها حتى صارت إلى ما صارت. وبناؤها بالحجر وعليها سور قديم قد هدم أكثره وبقي أثره والمسجد في وسطها. وقد ذكر الأزرقيّ في «تاريخ مكة» أن الكعبة كانت قبل أن تدحى الأرض رابية حمراء مشرفة على وجه الماء، ولما أهبط الله آدم عليه السلام وجاء إلى مكة، استوحش فأنزل الله تعالى إليه قبّة من الجنة من درّة بيضاء لها بابان فوضعت مكان البيت فكان يتأنّس بها، وجعل حولها ملائكة يحفظونها من أن يقع بصر الشياطين عليها. قال في «الروض المعطار» : وكان الحجر الأسود كرسيّا يجلس عليه. قال: وطوله ذراع. والذي ذكره الماورديّ وغيره أن الملائكة لما قالوا: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها
«١» لاذوا بالعرش خوفا من غضب الله تعالى فطافوا حوله سبعا فرضي عنهم وقال: ابنوا في الأرض بيتا يعوذ به من سخطت عليه من بني آدم فبنوا هذا البيت، وهو أول بنائه؛ ثم بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام كما أخبر الله تعالى بقوله: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ
«٢» قال في «الروض المعطار» : ولم يجعل لها سقفا. قال: