للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مبلّطة بالبلاط، وبناؤها خمس طبقات بعضها فوق بعض، وكلها مبنية بالأخشاب والمسامير، وشرب أهلها من الآبار، وأهلها في قشف «١» عظيم، وغالب أكلهم لحم الجاموس والإوزّ والدّجاج. وفيها الأرزّ، والموز، وقصب السّكّر، واللّيمون، وقليل الرّمّان؛ وأسعارها متوسطة، وتجلب إليها الغنم والقمح على قلة، ولا يوجد فيها من الخيل إلا ما قلّ عند أعيانها. وأما الجمال فلا توجد فيها البتة، فإن دخلها جمل تعجبوا منه. ونقل في «مسالك الأبصار» أن بينها وبين جالق بالق أربعين يوما. وحكى عن الصدر صدر الدين عبد الوهاب بن الحدّاد البغداديّ أنه وصل إلى الخنساء ووصف عظمة بنائها ومنعة رفعة مدينتها مع تشحّط «٢» الأقوات بها ووفور المكاسب فيها ورخص الدّقيق «٣» الجيد فيها وفي جميع تلك البلاد. قال:

وأهلها يتفاخرون بكثرة الجواري السراري، حتّى إنه ليوجد لأحد التجار وآحاد الناس أربعون سرية فما زاد على ذلك.

(ومنها) الزّيتون. قال في «تقويم البلدان» عن بعض المسافرين الثقات:

هي بلفظ الزيتون الذي يعتصر منه الزيت، وهي فرضة من فرض الصّين- موقعها في الإقليم الأوّل من الأقاليم السبعة. قال ابن سعيد حيث الطول مائة وأربع عشرة درجة، والعرض سبع عشرة درجة. قال: وهي مدينة مشهورة على ألسنة التجار المسافرين إلى تلك البلاد؛ وهي على خور من البحر، والمراكب تدخل إليها من بحر الصّين في الخور المذكور، وقدره نحو خمسة عشر ميلا، ولها نهر عند رأس الخور المذكور.

وذكر في «مسالك الأبصار» عن الشريف السّمرقنديّ أن مدينة الزّيتون على البحر المحيط وهي آخر العمارة. قال: وبينها وبين جالق بالق شهر واحد.

(ومنها) السّيلي. قال في «تقويم البلدان» : بالسين المهملة والياء المثناة التحتية ولام وياء ثانية. ثم قال: هكذا وجدناه في الكتب. قال: ويقال لها

<<  <  ج: ص:  >  >>