يفارقهم. وإذا ذبحوا لضيفهم شاة، قدّموا له جميع لحمها ورأسها وأكارعها وكبدها وقلبها وكرشها، فيأكل ويحمل معه ما يحمل. ولا يسافر أحد منهم من قرية إلى أخرى إلا برفيق يسترفقه منها فيخفره، لوقوع العداوة بينهم.
ثم هي تشتمل على عدّة حصون وبلاد مخصبة.
وقاعدتها مدينة (صنعاء) . قال في «تقويم البلدان» : بفتح الصاد المهملة وسكون النون وعين مهملة وألف ممدودة. وهي مدينة من نجود اليمن، واقعة في أوائل الإقليم الأول من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول سبع وستّون درجة، والعرض أربع عشرة درجة وثلاثون دقيقة. قال في «الروض المعطار» : واسمها الأول «أوال»«١» يعني بضم الهمزة وفتح الواو من الأوّلية بلغتهم. فلما وافتها الحبشة ونظروا إلى بنائها، قالوا: هذه صنعة، ومعناه بلغتهم حصينة فسمّيت صنعاء من يومئذ. قال: والنسبة إليها صنعانيّ على غير قياس.
ويقال: إنها أوّل مدينة بنيت باليمن.
ثم اختلف: فقيل بناها سام بن نوح عليه السّلام، وذلك أنه طلب مكانا معتدل الحرارة والبرودة فلم يجد ذلك إلّا في مكان صنعاء فبنى هذه المدينة هناك وقيل بنتها عاد.
قال في «تقويم البلدان» : وهي من أعظم مدن اليمن، وبها أسواق ومتاجر كثيرة، ولها شبه بدمشق: لكثرة مياهها وأشجارها، وهواؤها معتدل، وتتقارب فيها ساعات الشتاء والصيف، وفي أطول يوم في السنة يكون الشاخص عند الاستواء لا ظلّ له.