للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنّ الوزير وزير آل محمّد ... أودى، فمن يشناك كان وزيرا

وكما كتب القاضي «محيي الدين بن عبد الظاهر» عن «المنصور قلاوون» إلى صاحب اليمن في جواب تعزية أرسلها إليه في ولده الملك الصالح، مع تعريضه في أمر له بأن الحروب مما يشغل عن المصائب في الأولاد، مستشهدا فيه بقوله: (وافر)

إذا اعتاد الفتى خوض المنايا ... فأهون ما تمرّ به الوحول!

وكما كتب صاحبنا الشيخ علاء الدين البيري، رحمه الله، عن «الظاهر برقوق» صاحب الديار المصرية، جوابا لصاحب تونس من بلاد المغرب، واستشهد فيه لبلاغة الكتاب الوارد عنه بقوله: (خفيف)

وكلام كدمع صبّ «١» غريب ... رقّ حتّى الهواء يكثف عنده!

راق لفظا، ورقّ معنى، فأضحى ... كلّ سحر من البلاغة عبده!

وعلى ذلك جرت ملوك المغرب من بني مرين وغيرهم. كما كتب بعض كتّاب السلطان أبي «الحسن المرينيّ» عنه إلى السلطان الملك الناصر «محمد بن قلاوون» صاحب الديار المصرية كتابا يخبره في خلاله أنّ صاحب بجاية «٢» خرج عن طاعته فغزاه، وأوقع به وبجيوشه ما قمعه، مستشهدا فيه بقوله:

(سريع)

إن عادت العقرب، عدنا لها ... وكانت النّعل لها حاضره

إلى غير ذلك من المكاتبات الملوكية التي لا تحصى كثرة. بل ربما وقع التمثيل بالشّعر في المكاتبات عن الخلفاء والملوك إلى من دونهم وبالعكس.

<<  <  ج: ص:  >  >>