وحصى، فكلّت «١» حملاته وكانت قدرة الله تصرّف فيه العنان بالعيان، عقوبة من الله ليس لصاحب يد بها «٢» يدان، وعثرت قدمه وكانت الأرض لها حليفة، وغضّت عينه وكانت عيون السيوف دونها كسيفة «٣» ، ونام جفن سيفه وكانت يقظته تريق نطف الكرى من الجفون، وجدعت أنوف رماحه وطالما كانت شامخة بالمنى أو راعفة بالمنون، وأضحت «٤» الأرض المقدّسة الطاهرة وكانت الطامث، والربّ المعبود «٥» الواحد وكان عندهم الثالث، فبيوت الشّرك «٦» مهدومة، ونيوب الكفر «٧» مهتومة، وطوائفه المحامية، مجتمعة «٨» على تسليم البلاد الحامية، وشجعانه المتوافية، مذعنة ببذل المطامع «٩» الوافية، لا يرون في ماء الحديد لهم عصرة، ولا في فناء الأفنية «١٠» لهم نصرة، وقد «١١» ضربت عليهم الذّلّة والمسكنة، وبدّل الله مكان السيئة الحسنة، ونقل بيت عبادته من أيدي أصحاب المشأمة إلى أيدي أصحاب الميمنة.
وقد كان الخادم لقيهم اللّقاة الأولى فأمدّه الله بمداركته، وأنجده بملائكته، فكسرهم كسرة ما بعدها جبر، وصرعهم صرعة لا يعيش «١٢» معها بمشيئة الله كفر، وأسر منهم من أسرت به السّلاسل، وقتل منهم من فتكت «١٣»