وبه كانوا يعدلون، وخلفاء الله «١» كانوا في مثل هذا اليوم لله «٢» يسألون، لا جرم «٣» أنهم أورثوا سرورهم «٤» وسريرهم خلفهم الأطهر، ونجلهم الأكبر، وبقيّتهم الشّريفة، وطلعتهم «٥» المنيفة، وعلوان «٦» صحيفة فضلهم لا عدم سواد العلم «٧» وبياض الصّحيفة، فما غابوا لمّا حضر، [ولا غضّوا]«٨» لمّا نظر، بل وصلهم الأجر لما كان به موصولا، وشاطروه العمل لما كان عنه منقولا ومنه مقبولا، وخلص إليهم إلى المضاجع ما اطمأنّت به جنوبها [وإلى الصحائف ما عبقت به جيوبها]«٩» وفاز منها بذكر لا يزال الليل به سميرا، والنهار به بصيرا، والشرق يهتدي بأنواره، بل إن أبدى «١٠» نورا من ذاته هتف به الغرب بأن واره، فإنّه نور لا تكنّه أغساق «١١» السّدف، وذكر لا تواريه «١٢» أوراق الصّحف.
وكتاب «١٣» الخادم هذا، وقد أظفر الله بالعدوّ الذي تشظّت قناته شفقا «١٤» ، وطارت فرقه فرقا، وفلّ سيفه فصار عصا، وصدعت حصاته وكان الأكثر عددا