للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملإ الأعلى ورحمة الله وبركاته معلومة من النشأة الأولى على مولانا الإمام «المستضيء بالله» المستضاء بأنواره، المستضاف بداره، الداعي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم، الراعي للخلق كما يرعى النسيم النّسيم، العامّ فضله، التامّ عدله، المطروق مورد فنائه، المصدوق في مورد ثنائه، المحقوق من كل وليّ بولائه، ابن السادة الغرّ، والقادة الزّهر، والذّادة الحمس، والشادة للحق على الأسّ، سقاة الكوثر وزمزم والسّحاب، وولاة الموسم والموقف والكتاب، والموصول الأنساب [يوم] إذا نفخ في الصور فلا أنساب، والصابرون على حساب أنفسهم فهم الذين يؤتون أجرهم بغير حساب.

مملوك العتبات الشريفة وعبدها، ومن اشتمل على خاطره ولاؤها وودّها، وكانت المشاهدة لأنواره العلية التي يودّها، ومن يقرن بفرض الله سبحانه فرضها، ويسابق بطاعته إلى جنة وصفها الله تعالى بقوله وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا*

«١» ، يلثم وجه ترابها، ويرى على بعد دارها الأنوار التي ترى بها، ويقف لديها وقوف الخاضع، ويضع أثقال الآثام عن ظهره منها بأشرف المواضع للواضع، ويخبت إليها إخبات الطائح الطائع، ويرجو فضلها رجاء الطامح الطامع. ولولا أنّ الكتاب حجاب بينه وبين المهابة التي تحول بين المرء وقلبه، والجلالة التي هو في تعظيمها على نور من ربّه، لكان خاطره في قبضة الهلع أسيرا، ولانقلب إليه البصر خاسئا حسيرا، ولكنّ قلمه قد تشاجع، أن كان لسانه عن الإبانة قد راجع.

فيقول:

إنّ الله قد رفع ملّة الإسلام على الملل، وكفل نصرها وكفى ما كفل، وحمى ملكها وحمل، وجعل لها الأرض في أيدي المخالفين ودائع، ومكّن يده من أعناقهم فهي إمّا تعقد الأغلال أو تصوغ الصّنائع، والحقّ بها قائم العمود، والسيف الكفاية لازم الغمود، والبشائر تمسّك الصّباح وتخلّق الدّجى، والخيل

<<  <  ج: ص:  >  >>