الحمد لله على ما أنجز من هذا الوعد، على نصرته لهذا الدّين الحنيف من قبل ومن بعد، وعلى أن أجرى هذا الحسنة التي ما اشتمل على شبهها كرام الصّحائف، ولم يجادل عن مثلها في المواقف، في الأيام الإمامية الناصرية زادها الله غررا وأوضاحا، ووالى البشائر فيها بالفتوح غدوّا ورواحا، ومكّن سيوفها في كلّ مازق، من كل كافر ومارق، ولا أخلاها من سيرة سريّة تجمع بين مصلحة مخلوق وطاعة خالق، وأطال أيدي أوليائها لتحمي بالحقيقة حمى الحقائق، وأنجزها الحقّ وقذف به على الباطل الزاهق، وملّكها هوادي المغارب ومرامي المشارق، ولا زالت آراؤها في الظّلمات مصابح، وسيوفها للبلاد مفاتح، وأطراف أسنّتها لدماء الأعداء نوازح.
والحمد لله الذي نصر سلطان الديوان العزيز وأيّده، وأظفر جنده الغالب وأنجده، وجلا به جلابيب الظلماء وجدّد جدده، وجعل بعد عسر يسرا، وقد أحدث الله بعد ذلك أمرا، وهوّن الأمر الذي ما كان الإسلام يستطيع عليه صبرا، وخوطب الدين بقوله: وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى «٣»
: فالأولى في عصر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم والصّحابة، والأخرى هذه التي عتق فيها من رقّ الكآبة، فهو قد أصبح حرّا فالزمان كهيئته استدار، والحقّ بمهجته قد استنار، والكفر قد ردّ ما كان