للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليثيب، ويأمرنا بالدعاء ليجيب؛ فتحرّكنا حركات ساعدها- ولله المنة- السعد، وتولّى أمرها ونصرتها من له الأمر من قبل ومن بعد.

ففتحنا مدينة برغة «١» الفاصلة كانت بين البلاد المسلمه، والشّجا المعترض في نحر الكلمه؛ وتبعتها بنات كنّ يرتضعن أخلاف درّتها «٢» ، ويتعلّقن في الحرب والسّلم بأرزتها.

ثم نازلنا حصن آش «٣» ، ركاب الغارات الكافرة، ومستقرّ الشوكة الوافره، فرفع الله إصره «٤» الثقيل، وكان من عثرة الدّين فيه المقيل.

ثم قصدنا مدينة الجزيرة «٥» بنت حاضرة الكفر، وعرين الأسود الغلب وكناس الظّباء العفر؛ فاستبحناها عنوة أضرمت البلاد نارا، ودارت بأسوارها المنيعة سوارا، واستأصلنا أهلها قتلا وإسارا، وملأت الأيدي من نقاوة «٦» سبي تعدّدت آلافه، وموفور غنم شذّت عن العبارة أوصافه.

ثم كانت الحركة إلى مدينة جيّان «٧» وشهرتها في المعمور، وشياع وصفها

<<  <  ج: ص:  >  >>