الطبقة الخامسة- الفخذ، وهي ما انقسم فيه أنساب البطن: كبني هاشم، وبني أميّة، ويجمع على أفخاذ.
الطبقة السادسة- الفصيلة- بالصاد المهملة- وهي ما انقسم فيه أنساب الفخذ كبني العبّاس وبني أبي طالب، وتجمع على فصائل؛ فالفخذ يجمع الفصائل، والبطن تجمع الأفخاذ، والعمارة تجمع البطون، والقبيلة تجمع العمائر، والشّعب يجمع القبائل. قال النوويّ: وزاد بعضهم العشيرة قبل الفصيلة، قال الجوهري «وعشيرة الرجل رهطه الأدنون» وحكى أبو عبيدة عن ابن الكلبيّ عن أبيه تقديم الشعب على القبيلة، ثم الفصيلة، ثم العمارة، ثم الفخذ، فأقام الفصيلة مقام العمارة في ذكرها بعد القبيلة والعمارة مقام الفصيلة في ذكرها قبل الفخذ. وبالجملة فأكثر ما يدور على الألسنة من الطبقات الست المذكورة: القبيلة، ثم البطن، وقلّ أن تذكر العمارة والفخذ والفصيلة، وربما عبّروا عن كل من الطبقات الست بالحيّ، إما بالعموم مثل أن يقال حيّ من العرب، وإمّا على الخصوص مثل أن يقال حيّ من بني فلان.
ومما يجب على الناظر في الأنساب أن يعرف عشرة أمور.
الأوّل- قال الماورديّ: إذا تباعدت الأنساب، صارت القبائل شعوبا، والعمائر قبائل؛ يعني وتصير البطون عمائر، والأفخاذ بطونا، والفصائل أفخاذا، والحادث من النسب بعد ذلك فصائل.
الثاني- قد ذكر الجوهريّ أن القبيلة هم بنو أب واحد، وقال ابن حزم:
جميع قبائل العرب راجعة إلى أب واحد سوى ثلاث قبائل، وهي: تنوخ، والعتق، وغسّان فإن كل قبيلة منهم من عدّة بطون، وذلك أن تنوخا اسم لعشر قبائل اجتمعوا وأقاموا بالبحرين، فسمّوا بتنوخ أخذا من التتنّخ وهو المقام؛ والعتق جمع اجتمعوا على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فظفر بهم فأعتقهم فسمّوا بذلك؛ وغسّان عدّة بطون من الأزد نزلوا على ماء يسمى غسّان فسمّوا به.