للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث- تخصيص الرجل من رجال العرب بانتساب القبيلة إليه دون غيره من قومه بأن يشهر اسمه بهم لرياسة، أو شجاعة، أو كثرة ولد، أو غيره فتنسب بنوه وسائر أعقابه إليه، وربما انضم إلى النسبة إليه غير أعقابه من عشيرته كإخوته ونحوهم، فيقال فلان الطائيّ، فإذا أتى من عقبه من اشتهر منهم أيضا بسبب من الأسباب المتقدّمة نسبت إليه بنوه، وجعلت قبيلة ثانية؛ فإذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر كهاشم، وقريش، ومضر، وعدنان، جاز لمن في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينسب إلى الجميع: فيجوز لبني هاشم أن ينسبوا إلى هاشم، وإلى قريش، وإلى مضر، وإلى عدنان، فيقال في أحدهم الهاشميّ، والقرشيّ، والمضريّ، والعدناني، بل قال الجوهري:

إن النسبة إلى الأعلى تغني عن النسبة إلى الأسفل فإذا قلت في النسبة إلى كلب بن وبرة: الكلبيّ استغنيت أن تنسبه إلى شيء من أصوله. وذكر غيره أنه يجوز الجمع في النسب بين الطبقة العليا والطبقة السّفلى. ثم بعضهم يرى تقديم العليا على السفلى: مثل أن يقال: القرشي العدويّ وبعضهم يرى تقديم السفلى على العليا، فيقال العدويّ القرشيّ.

الرابع- قد ينضم الرجل إلى غير قبيلته بالحلف والموالاة فينسب إليهم، فيقال: فلان حليف بني فلان أو مولاهم.

الخامس- إذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل في قبيلة أخرى، جاز أن ينسب إلى قبيلته الأولى، وأن ينسب إلى القبيلة الثانية التي دخل فيها، وأن ينسب إليهما جميعا مثل أن يقال التميميّ ثم الوائليّ، أو الوائليّ ثم التميميّ وما أشبه ذلك.

السادس- القبائل في الغالب تسمّى باسم أبي القبيلة: كربيعة ومضر، والأوس والخزرج، وما أشبه ذلك، وقد تسمّى القبيلة باسم الأم: كخندف، وبجيلة ونحوهما، وقد تسمّى باسم خاصّة خصّت أصل تلك القبيلة ونحو ذلك. وربما وقع النسب على القبيلة لحدوث سبب كغسّان، حيث نزلوا على

<<  <  ج: ص:  >  >>