رامو الأمور فمذ لاحت عواقبها ... بضدّ ما أمّلوا في الورد والصّدر،
ظلّوا حيارى وكأس الموت دائرة ... عليهم شرعا في الورد والصّدر!
وأضعف الرّعب أيديهم فطعنهم ... بالسّمهريّة «٢» مثل الوخز بالإبر!
لا جرم أنّهم لسنّ النّدم قارعون، وعلى مقابلة إحساننا بالإساءة نادمون.
تدرّعوا بدروع البغي سابغة ... والمرء يحصد من دنياه ما زرعا!
فأقلعت بهم طرائق الضّلال، وسارت مراكب أمانيّهم في بحار الآمال؛ فتلك آمال خائبة، ومراكب للظّنون عاطبة؛ وأقلعوا في البحر بمراكبه، والبرّ بمواكبه؛ وساروا وللشيطان فيهم وساوس، تغرّهم أمنيّة الظّنون الحوادس؛ فما وسوس الشيطان كفرا إلا وأحرقه الإيمان بكوكب ... «٣» .... هذا وعساكر المسلمين مستوطنة في مواطنها، جاذية «٤» عقبانها في وكور ظباها، رابضة آسادها في غيل «٥» أقناها «٦» ، وما تزلزل لمؤمن قدم إلا وقدم إيمانه راسخة، ولا ثبتت لأحد حجة إلا وكانت الجمعة لها ناسخة؛ ولا عقد [ت] برجمة «٧» ناقوس إلا وحلّها الأذان، ولا نطق كتاب إلا وأخرسه القرآن؛ ولم تزل أخبار المسلمين تنتقل إلى الكفّار، وأخبار الكفّار تنتقل إلى المسلمين إلى أن خلط الصّباح فضّته بذهب