أو غدت رافلة في حلل الإصباح؛ ودهم نفضت عليها الليالي صبغها فلا براح، وربما أغفلت من ذلك غرر وأوضاح؛ وكمت كأنّها فتح «١» صلب البطاح، تطير إلى الظّفر بجناح؛ وحمر كأنها خلقت للنّجاح، وأطلقت أعنّتها فقالت ألسنة أسنّتها للطّرائد: لا براح؛ وخضر كأنها البزاة الموشّاة الوشاح، أو مشيب في الشّباب قد لاح؛ وشقر تكبو في طلبها الرّياح، وتخبو نار البرق إذا أمسى بسنا سنابكها اقتداح.
ووراءها البغال، التي تحمل الأثقال، ولا تزلّ في الأوحال بحال؛ وعليها الزّنّاريّات الموشعة، وحليها الجلال الملمّعة؛ وهي تمشي رويدا، وتبدي قوّة وأيدا «٢» ؛ كأن قلامتها قناه عيدا (؟) وهي وافرة الأمداد، فاخرة على الجياد، باهرة العدد متكاثرة الأعداد، راسخات القوائم كأنها أطواد، شامخات الرؤوس حاليات الأجياد، باذخات الأكفال غلاظ شداد، وسارت لها إلى رحابنا انقياد، وصارت من محلّ إسعاد إلى مواطن إصعاد؛ فتقبّلنا أجناسها وأنواعها، وتأمّلنا غرائبها وإبداعها، وجعلنا يوما أو بعض يوم في حواصلنا إيداعها؛ ثم استصفينا منها نفائس آثرنا إليها إرجاعها، وفرّقنا في أوليائنا اجتماعها، وقسمنا مشاعها، وغنمنا لمّا أفاء الله صفاياها ومرباعها «٣» ؛ فتوالت لكلّ وليّ منها منح، وسارت إلى كل صفيّ منها ملح؛ وقالت الألسنة وطالت في وصف ما عليه به فتح، فاستبان