ما لم يكن منهم مبادرة إلى الإقلاع والإنابة، ومكاتبة في الصّفح والاستتابة، وأنه قد قدّم الأعذار، وبدأ قبل الإقدام بالإنذار، وما يقتضيه الحال من هذا ومثله.
قال: فإن كان الكتاب جوابا عن كتاب ورد، أجيب بما ينقضه، وبني الأمر فيه على ما يبسط الهيبة، ويدعو إلى النزول على أحكام الطاعة. ويختلف الحال في ذلك باختلاف الأمور الحادثة، والأسباب العارضة، فينبغي للكاتب أن يحتاط فيما يطلق به قلمه من هذه المعاني الخطيرة؛ لأنها مزاحمة بالدّول والملك، وحجج تحصل من كل دولة عند الآخرين، ودرك ما يقع فيها عائد عليه، ومنسوب إليه.
وهذه نسخة كتاب كتب به عن الحافظ لدين «١» الله الخليفة الفاطميّ بالديار المصرية، إلى بهرام»
النّصرانيّ الأرمنيّ الذي كان استوزره، ثم خرج عليه رضوان «٣» بن ولخشي، ارتغاما للدين، لتحكّم نصرانيّ في أهل الملة، وولي