للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه نسخته فيما ذكر صاحب «١» العقد:

هذا كتاب كتبه عبد الله «٢» بن هارون الرشيد، أمير المؤمنين، بيده، لعليّ بن موسى بن جعفر وليّ عهده:

أما بعد، فإنّ الله عزّ وجلّ اصطفى الإسلام دينا، واصطفى له من عباده رسلا داليّن عليه، وهادين إليه، يبشّر أوّلهم بآخرهم، ويصدّق تاليهم ماضيهم، حتّى انتهت نبوّة الله إلى محمد صلّى الله عليه وسلّم على فترة من الرّسل، ودروس من العلم، وانقطاع من الوحي، واقتراب من الساعة، فختم الله به النبيين وجعله شاهدا لهم، ومهيمنا عليهم، وأنزل عليه كتابه العزيز الذي لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ «٣»

. فأحلّ وحرّم، ووعد وأوعد، وحذّر وأنذر، وأمر به «٤» ونهى عنه «٥» ، لتكون له الحجة البالغة على خلقه، ولِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ

«٦» . فبلّغ عن الله رسالته، ودعا إلى سبيله بما أمره به من الحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، ثم بالجهاد والغلظة حتّى قبضه

<<  <  ج: ص:  >  >>