للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النظر وأطال الاستخارة وأهمّه ما جعل الله «١» إليه من الإمامة، وعصب به من أمر المؤمنين، واتّقى حلول القدر بما لا يؤمن، وخاف نزول القضاء بما لا يصرف، وخشي إن هجم محتوم ذلك عليه، ونزل مقدوره به، ولم يرفع لهذه الأمّة علما تأوي إليه، وملجأ «٢» تنعطف عليه- أن يكون يلقى «٣» ربّه تبارك وتعالى مفرّطا ساهيا عن أداء الحق إليها. ويغمص «٤» عند ذلك من أحياء قريش وغيرها، من يستحقّ أن يسند هذا الأمر إليه، ويعوّل في القيام به عليه، ويستوجبه «٥» بدينه وأمانته، وهديه وصيانته «٦» ، بعد «٧» اطّراح الهوى والتحرّي للحق، والتزلّف إلى الله جلّ جلاله بما يرضيه. وبعد «٨» أن قطع الأواصر، وأسخط الأقارب [عالما أن لا شفاعة عنده أعلى من العمل الصالح، وموقنا أن لا وسيلة إليه أزكى من الدين الخالص «٩» ] ، فلم يجد أحدا أجدر أن يولّيه «١٠» عهده، ويفوّض «١١» إليه الخلافة بعده، لفضل نفسه، وكرم خيمه، وشرف مرتبته، وعلوّ منصبه، مع تقاه «١٢» وعفافه، ومعرفته وحزمه ونقاوته، من المأمون الغيب، الناصح الجيب [النازح على كل عيب، ناصر الدولة «١٣» ] أبي المطرّف عبد

<<  <  ج: ص:  >  >>