للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحمن بن المنصور بن أبي عامر [محمد بن أبي عامر «١» ] وفّقه الله إذ «٢» كان أمير المؤمنين- أيده الله- ابتلاه «٣» واختبره، ونظر في شأنه واعتبره، فرآه مسارعا في «٤» الخيرات، سابقا في الحلبات، مستوليا على الغايات، جامعا للمأثرات، [يجذب بضبعه إلى أرفع منازل الطاعة ويسمو بعينيه إلى أعلى درج النصيحة] «٥» ومن كان المنصور أباه، والمظفّر أخاه، فلا غرو أن يبلغ من سبيل «٦» البرّ مداه، ويحوي من خلال الخير ما حواه، مع أنّ أمير المؤمنين- أيده الله «٧» - بما طالعه من مكنون العلم، ووعاه من مخزون الأثر، يرى «٨» أن يكون وليّ عهده القحطانيّ الذي حدّث عنه عبد الله بن عمرو بن العاص [بتحقيق ما أسنده «٩» ] أبو هريرة «١٠» أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا تقوم الساعة حتّى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه» . فلما استوى «١١» له الاختيار، وتقابلت عنده فيه الآثار، ولم يجد عنه مذهبا، ولا إلى غيره معدلا، صرّح «١٢» إليه في تدبير الأمور في حياته، وفوّض «١٣» إليه الخلافة بعد وفاته «١٤» ، طائعا

<<  <  ج: ص:  >  >>