عليه بواعث الصنائع ودعت إليه دواع- من «١» ترشّح بالاستحقاق للرتب السنيّة وتأهّل، وسبق المجارين في حلبة الإخلاص على أنهم جهدوا وتمهّل، واستوجب امتطاء كاهل الرياسة بالفتك الذي شبّ والرأي الذي تكهّل، وثبت جأشه في المقامات التي يراع لها كلّ روع «٢» ويذهل، ومنعت مهابته العدوّ أن يجهل «٣» عليه وأبت له حصافته أن يجهل، وغريت همته بالمطلب الأصعب من العلاء وأنفت من المطلب الأسهل، وولي الولايات الجليلة فظلّت الرعايا تعلّ من موارد عدله وتنهل، ونشأت لهم سحب الرّكاب التي برقها يتهلّل وعارضها ينهلّ.
ولمّا كنت أيّها الأمير الناهض بحقوق هذه السّمات، البعيد القدر من المساواة والمسامات، المتنقّل في درجات التّقدمة والكرامات، المنفرجة عن أنوار فتكاته ظلمات المقامات، المعدّ النّجدة لمواقف البأساء والضراء والرادّ على أعقابها الأبطال المعلمة بالفتكات المعلمات، الدائم الغرام بمقامات الرّياسة وإن كانت عظيمة المؤن جسيمة الغرامات، القائم بما توجبه عليه صنائع أمير المؤمنين من حقوق المدافعة عن الحوزة وفروض المرامات، المتظاهرة فيه شواهد الفضائل بأصدق الأعذار وأوضح العلامات، المشهور المقامات، إذا جرت من متون الصّفاح جداول واهتزّت من غصون الرّماح قامات، الآخذ بالأرصاد على العدا بسيوف ترقب الرّقاب وتهيم في الهامات، الكافي الذي تنقّل في الخدم فكان من الشّكر مثري الأثر، وانتدب في المهمّات فكان مثاب التّواء مسفر السّفر، المعروف في تصرّفاته بانتهاز النّجح وقصر البجح، والمعوّل على أن تصفه أفعاله بشرح لصدر الاختيار به شرح، المعدود يوم الرّوع من كفاة الخطب وحماة السّرح، الماضي الحدّ إذا كان السيف لعدم الضارب مشتبه الحدّ بالصّفح، وقدّم فعل الاستقلال، وأخّر سؤال الاستغلال، وأسكنه من المخالصة