للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخدمة، وبالغ في الشكر الذي يثبّتها عندك ويديمها لك، واحرص على القيام بحقّها حرصا تبذّ به نظراءك وأمثالك، واعمل في ذلك بما تضمّنه التقليد المكتتب لك من مجلس القاضي الأعز الماجد أدام الله تمكينه، وما أودعه من وصايا مرشدة، وهدايات إلى الصواب مقرّبة وعن الخطإ مبعدة، وافعل في أمر المشارفة ما اشتملت عليه التذكرة المعمولة من الدّيوان فإنه يوضّح لك منهج الصّلاح، ويأتيك منه بما يزيد على البغية والاقتراح، وانتصب للعمارة والاستكثار من الزراعة بالمعدلة على المعاملين، والاستخراج لحقوق بيت المال على أحسن القوانين، وواصل من الحمول، ما يكون محقّقا للمظنون فيك والمأمول؛ فاعلم هذا واعمل به، إن شاء الله عز وجل.

ومن ذلك نسخة سجل بالنيابة في الحكم والأحباس «١» والجوالي «٢» بثغر دمياط «٣» ، وهي:

أحقّ من كانت المواهب عنده مخلّدة، والمنائح إليه متواصلة متجدّدة، والعوارف تفد عليه فتخيّم في مغناه وتقيم، والفواضل تأتي نحوه فتستقرّ في مثواه ولا تريم، والنّعم الشّتّى لا تشكو في مواطنه استيحاشا ولا اغترابا، والمنن إذا حبي بها كان نيله لها استحقاقا منه لها واستيجابا- من كرمت أعراقه ومحاتده، وشهرت أوصافه ومحامده، وصفت في المخالصة مصادره وموارده، وكثرت في تقريظه غرائب الثّناء وشوارده، وشيّد منار أسلافه بالتخلّق بخلائقهم، وأبقى الحديث عنهم بانتهاج سبلهم وطرائقهم، وأحسن برّهم، في الاقتفاء لأثرهم والاقتداء بهديهم، وإحياء ذكرهم، بالعمل بما كانوا عليه في عودهم وبدئهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>