للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك نسخة سجل بالحكم والمشارفة «١» بثغر عسقلان من سواحل الشام، وهي:

الذي منحنا الله من المفاخر الدالّة على محلّنا عنده، والمآثر التي أوصلنا بها من الشرف إلى أمد لا غاية بعده، والقضايا العادلة التي أبانت عما أجراه الله لنا من اللطائف، والسياسة الفاضلة التي تشهد لنا ببياض الصحائف، قد ضاعف حظّنا من التأييد فيما نراه ونمضيه، وضمن لنا الهداية في حق الله تعالى إلى ما يرضيه، وأجزل قسطنا من التوفيق في اجتباء من نجتبيه، وحبّب لنا إسناء المواهب لمن كان قليل النظير والشّبيه، ووقف اهتمامنا على التنبيه على كلّ مشكور المساعي، وصرف اعتزامنا إلى التفقّد للمقاصد التي هي على الاصطفاء من أقوى الدّواعي، ووفّر التفاتنا إلى تأمّل الإخلاص الذي صفت موارده، وصحّت سرائره، وأحكمت معاقده، وأحصدت مرائره، وتوكّل لصاحبه في بلوغ المطالب البعيدة المطارح، وتبتّل لمن وفّق له في سبوغ العوارف المخصبة المسارح، وجعلنا لا نغفل عمن بذل في الطاعة مهجته، وأظهر بدؤوبه وانتصابه دليله على الولاء المحض وحجّته، وأبان عن تقواه وحسن إيمانه، وتقرّب باستفراغ وسعه إلى الله تعالى وإلى سلطانه، وعمل فيما ائتمن عليه ما استوجب به جزيل الأجر، وكان له من رأيه في أعداء الملّة ما يقوم مقام العسكر الجرّ، وعلم أنّ تجارته في المخالصة نافقة مربحة، وأن مراميه في المناصحة صائبة منجحة، وتيقّن أنا بحمد الله لا نخيّب أملا، ولا نضيع أجر من أحسن عملا.

ولما كنت أيّها القاضي المكين المرتضى ثقة الإمام جلال الملك وعماده ذو المعالي صفي أمير المؤمنين، مستوليا على هذه الخلال، التي تكفّلت لك بإعلاء القدر، ومحتويا على هذه الخصال، التي رتّبتك على نظرائك في الصّدر، ولك من الحرمات سوابق لا يطمع فيها بلحاقك، ومن المواتّ شوافع تجعل جسائم النعم

<<  <  ج: ص:  >  >>