للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهي ميادين الضّمّر، وموازين الرّجح في الظاهر من أعمالهم والمضمر، وما أحقّ لياليها أن تقوم بها الهجّد «١» لا السّمّر، وهل أذن الله أن ترفع لغير اسمه أو تعمّر؛ واحظر أن يحضر الطّرقات ما يمنع السلوك أو يوعره، وافعل في هذا الأمر ما يردع العابث ويزجره، وخذ النصارى واليهود والمخالفين بلبس الغيار «٢» وشدّ الزّنّار، ففي ذلك إظهار لما في الإسلام من العزّة وفي المخالفة من الصّغار، وإبانة بالشدّ للتأهّب للمسير إلى النار، وتفريق بين المؤمنين والكفّار، وأدّب من يكيل مطفّفا، أو يزن متحيّفا، أدبا يكون لمعاملته مزيّفا «٣» ، وله من معاودة على فعله زاجرا ومخوّفا؛ فاعلم هذا واعمل به، إن شاء الله تعالى.

ومن المكتتب عن الوزير لأرباب الوظائف الديوانية سجلّ بمشارفة الجوالي بالصعيد الأدنى والأشمونين «٤» ، وهي:

من حسنت آثاره فيما يتولّاه، واستعمل من الاجتهاد ما يدلّ على معرفته بقدر ما تولّاه، كان اعتماده بما يؤكّد سببه وينجح قصده ويبسط يده، ويرهف حدّه فيما يضمن مصالح خدمته، وينظم أمرها في سلك إيثاره وبغيته.

ولما كنت [أيها الأمير] «٥» لمّا ندبت إلى مشارفة الجوالي بالصعيد الأدنى والأشمونين قد أبنت عن الخبرة والدّراية، والأمانة والكفاية، والانتصاب

<<  <  ج: ص:  >  >>