للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتبتّل إلى عمارة الأعمال، وتزجية الارتفاع واستخراج الأموال، واعتمد مواصلة الجدّ والتشمير، واعكف على الاجتهاد الذي يشهد لك بقلّة الشبيه وعدم النظير، واستنظف البواقي من كل الجهات والأماكن، وكن على ضبط ما تستخرج وصونه أحفظ له من الخزائن، وانظر في أمر الكتّاب نظر من يكشف عن جميع أسبابهم، ويعلم أنه المخاطب على خطئهم وصوابهم، وخذهم بملازمة الاشغال، والمواظبة على التنفيذ وعلى استيفاء الأعمال، ولا تسوّغ لضامن ولا عامل أن يضجّع «١» في العمارة، ولا أن يماطل بها من ساعة إلى ساعة فإن فائت ذلك لا يلحق، وفارطه لا يدرك؛ وقد أزيحت علّتك ببسط يدك وإنفاذ قولك وإمضاء حكمك؛ فتماد على سنّتك واستمرّ على رسمك، واعلم هذا واعمل به، وطالع بما تحتاج إلى المطالعة بمثله، إن شاء الله تعالى.

سجل بمباشرة الأغنام والمطابخ.

لما كانت الأمانة كافلة بالتنويه لأربابها، والكفاية سافرة في التمييز لمن يتعلق بأسبابها، والخبرة خلّة لا يليق التصرّف ولا يحسن إلا بها؛ وكنت أيها القاضي مشهور النّفاذ والمعرفة، خليقا إذا ذكر المرشّحون للمهمات بأجمل صفة؛ وقد علمت نباهتك، واستقرّت نزاهتك، وحسن فيما تتولاه أثرك، وطاب فيما تباشره خبرك. وحين عدقت بك الخدم فيما يستدعى ويبتاع من الأغنام برسم المطابخ السعيدة وما ينفق ويطلق منها، متصرّفا في ذلك بين يدي المخلص السديد صفيّ الملك مأمون الدولة أبي الحسن: فرج الحافظي أدام الله تأييده، فشكر سعيك، وأحمد قصدك، ورضي اجتهادك، واستوفق اعتمادك- تقدّم فتى مولانا وسيدنا فلان بكتب هذا المنشور لك، مضمّنا ما يقضي بشدّ أزرك، وشرح صدرك، وتقوية منّتك، وإرهاف عزمك في خدمتك، واعتمادك بما يؤدّي إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>