للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومستقرّ قاعدته إلى آخر وقت.

فليتلقّ هذه الولاية المباركة بقبول حسن، وليوقظ جفن سيفه الذي لم يعرف الوسن، وليتّق الله ربّه في السّرّ والعلن، وليحكم بما شرع الله وسنّ، وليجتهد في إحماد العواقب وإخماد الفتن، ليسكن من تردّد إليها أو سكن.

وليلاحظ هذه الأقاليم بعزائمه السّيّارة، وليحافظ على سلوك سيرته السارة، وليستطلع من كل بلد أخباره، ويتتبّع من كل وال آثاره؛ وإن رأى منكرا أزاله، أو وجد مبطلا أذاله أو حقّا أداله؛ وليعظّم أحكام الشرع وحكامه، وليجعله إمامه ليسعى نوره أمامه، وليطالعنا بما تتعيّن فيه المطالعة، ويراجع أوامرنا فيما تجب فيه المراجعة، وليستجلب لأيامنا الأدعية النافعة، وليباشر بنفسه الأمور التي هي له راجعة، وليراع في القضايا المصلحة الجامعة، ولتكن حمايته للمؤمنين واقية وفتكته بالمجرمين واقعة، وليسع الرعايا بالمعدلة الواسعة، ويمنع المجترئين بالأخذة الرابية والهيبة الرادعة، ولا يمكّن أحدا من العربان بجميع الوجه القبليّ أن يركب فرسا ولا يقتنيه، ويكف بذلك الأيدي المعتدية فإنّ المصلحة لمنعهم من ركوبها مقتضية، وليقم الحرمة والمهابة، وليدم قيامه في الخدمة وانتصابه، وليرهف حدّ عزمه ويمضيه، ويجرّد سيف الانتقام على المفسدين وينتضيه؛ ومن وجده من العربان خالف المرسوم الشريف من منعه من ركوب الخيل كائنا من كان ضرب عنقه، وأرهقه من البطش بما أرهقه: ليرتدع به أمثاله، ولا يتّسع لأحد في الشرّ مجاله.

وقد كتبنا إلى سائر ولاة الأقاليم بمساعدته، وأمرناهم بمعاونته ومعاضدته، وأكّدنا عليهم في المبادرة إلى ما يراه من جميع الأمور من غير تهاون ولا تقصير ولا فتور، حتّى لا تفوت مصلحة عن وقتها، ولا تزال جموع المعتدين معاجلة بكبتها؛ وقد حذّرنا العربان من مخالفة ما رسمنا بالتعرّض لما يوجب هلاك نفوسهم، وقطع رؤوسهم.

وليقرأ هذا المرسوم الشريف على المنابر بجميع نواحي الوجه القبلي لتمتثل مراسمه، ويتلقّى بالقبول قادمه، وليقفوا عنده، ويقفوا رشده، ويرهبوا من

<<  <  ج: ص:  >  >>