يجعل السّعد خلفه وأمامه، ويؤيّده تأييدا يبلّغه مراده من النّصر ومرامه، إن شاء الله تعالى.
وهذه نسخة تقليد بكفالة السلطنة بالشام:
الحمد لله الّذي طهّر الشّام وقدّسه، وصانه وحرسه، وجعل لسلطاننا فيه قواعد بالنّصر مؤسّسة، وأنوارا للهدى مقتبسة، وكفله بمن إذا صفّ له العدوّ افترسه، وأذلّه وأركسه «١» ، وأرغم معطسه، وقطف بسيفه أرؤسه، ومن يعطى النّصر إذا امتطى فرسه، ومن كرّم الله نفسه، وكثّر أنسه، وعطّر نفسه، ومن ينصف المظلوم من ظالمه ويبلّغ السائل ملتمسه، ومن لبس ثوب العفاف والتّقى فكان خير ثوب لبسه.
نحمده على أصل جود غرسه، وعارض سوء حبسه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أزالت الشّرك ومحت نجسه، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الّذي أنبع الله من أصابعه عينا منبجسة، واخضرّ العود اليابس لمّا لمسه، وأضعف الوساوس المختلسة، وانتزع الحقّ ممن بخسه، وحماه الله من الشيطان لما ولد فما نخسه، ونوّر القلب الّذي خيم عليه الضلال وطمسه، وكان الشّرك قد انبثّ في الأرض فطواه دينه وكبسه، ومحاه ودرسه، وجاء بالقرآن فطوبى لمن تلاه ودرسه، وأنزل عليه: وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ
«٢» صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ما أولج الله اللّيل في النهار وغمسه، وميّز بنصف العدد من الثلث سدسه، وسلّم تسليما كثيرا.
أما بعد، فإن الشّام هو عقد النّظام، وأجل ممالك الإسلام، ومعدن النّصر الذي بروقه تشام، ومستقرّ البركات الوسام، وعسكره أفضل عسكر في حسن